رصدت الأقمار الصناعية في الثاني من شهر ابريل عام 2012 م تحركات طيور الحبارى الآسيوية ووصولها إلى كازخستان بعد أن قطعت نحو 3000 كيلومتر من مكان إطلاقها في شمال المملكة العربية السعودية. وبلغت أطول مسافة قطعتها الحبارى 526 كيلومترًا خلال يومين ، كما أطلق فريق بحثي متخصص من المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف التابع للهيئة السعودية للحياة الفطرية ثلاثة من طيور الحبارى البرية ، حيث قام الباحثون بتثبيت أجهزة المتابعة الفضائية عليها وإطلاقها مرة أخرى بهدف دراسة سلوكها ومعرفة مسار هجرتها خلال موسم الهجرة بعد أن تقضي فصل الشتاء ومطلع الربيع في أراضي المملكة. ورصد الباحثون من خلال المتابعة الدقيقة لتحركاتها بالأقمار الصناعية عبور أنثى الحبارى خلال رحلة العودة لأربع دول مارة بالعراق وإيران وتركمانستان وصولاً إلى مواقع تفريخها بكازخستان في وسط آسيا. وأوضح صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية في تصريح صحفي أن هذه الدراسة جزء من إستراتيجية المحافظة على طيور الحبارى المهددة بالانقراض التي تخضع لإجراءات حماية خاصة في اتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة ( معاهدة بون ) التي وقعت عليها المملكة وستساعد نتائج الدراسة في تفعيل إجراءات الحماية الدولية عليها. وأضاف سموه أن هذه الدراسة تأتي ضمن استراتيجية المحافظة على الحبارى الآسيوية في المملكة واستكمالا لبرامج إكثارها وإعادة توطينها في المحميات الطبيعية والتي ينفذها المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف. وعبر سموه عن شكره لسليمان بن عاشق اللحاوي الشراري لإهدائه الهيئة ثلاثة من طيور الحبارى البرية ، مثمناً له جهوده الخيرة والتعاون المستمر معها , كما وجه سموه الشكر للمركز الوطني لأبحاث الطيور والصندوق الدولي لدراسات الحبارى بأبوظبي , وشكر أيضا الباحثين السعوديين بالمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف على جهودهم المتميزة في هذا البرنامج. وتم التعاون في هذا المشروع بين الهيئة السعودية للحياة الفطرية والمركز الوطني لأبحاث الطيور والصندوق الدولي لدراسات الحبارى في أبوظبي. ويشار إلى أن مشروع إكثار وإعادة توطين طيور الحبارى في المملكة يعد الأول على مستوى العالم حين انطلق عام 1986 م حيث نجح المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف في إعادة توطين الحبارى في محمية محازة الصيد ومحمية سجا وأم الرمث. // انتهى //