لقي 16 سودانياً مصرعهم وانهارت نحو 1500 منزل في ولاية الخرطوم من جراء سيول وأمطار اجتاحت جنوب وغرب الولاية، كما غمرت المياه ولاية نهر النيل (شمال) وحاصرت عشرات القرى في ولاية الجزيرة. وحذرت السلطات من ارتفاع منسوب نهر النيل ما يهدد بفيضانات في مساحات واسعة. وقال مسؤول في غرفة العمليات في ولاية الخرطوم ل «الحياة»، إن 9 أشخاص لقوا حتفهم غرقاً في منطقة صالحة جنوبيأم درمان جراء السيول الجارفة الآتية من ولاية شمال كردفان. كما توفي 5 صعقاً بالكهرباء، منهم شقيقان وهما طالبان جامعيان في منطقة مايو جنوبالخرطوم، فيما قُتل اثنان آخران بانهيار منزلهم. وأعلنت إدارة الدفاع المدني أن الأمطار والسيول فاقت طاقة تصريف المياه، موضحةً أن غالبية المنازل المنهارة تجاور مجاري السيول والمصارف التي عجزت عن تصريف موجة المياه الجارية. واستقبل مواطنون غاضبون في منطقة الصالحة، جنوبيأم درمان، حاكم ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر بهتافات مناهضة للسلطات المحلية واتهموها بالتقصير في إنشاء مصارف المياه ما أجبره على قطع زيارته إلى المنطقة التي شهدت انهيار عدد كبير من المنازل ووفاة 9 مواطنين غرقاً ومحاصرة السيول لمنطقتهم. وحطت في مطار الخرطوم 3 طائرات إغاثة قطرية تحمل 48 طناً من المعونات الإنسانية للمتضررين جراء الأمطار، إنفاذاً لتوجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال ممثل شرطة الدفاع المدني محمدين أبوالقاسم عبدالله، إن الجسر الإغاثي القطري يشمل أغطية وخياماً ومواد غذائية وطبية، شاكراً قطر حكومةً وشعباً على دعمهم. إلى ذلك، لقي مواطنان مصرعهما وأُصيب 23 آخرون في قريتي المكنية والكميرة جراء السيول التي ضربت 13 قرية شمال مدينة المتمة في ولاية نهر النيل. وأعلنت اللجنة العليا لمعالجة آثار السيول والأمطار في ولاية نهر النيل (شمال)، أن الخسائر الأولية تشير إلى تدمير وانهيار ما يزيد على 1100 منزل، فيما غمرت مياه السيول والأمطار 12 ألف فدان من المساحات الزراعية وأتلفت نحو 15 ألف طن من البصل، إضافةً إلى تضرر مؤسسات تعليمية وصحية ومحطات المياه ودور العبادة. أما في ولاية الجزيرة (وسط)، فلا تزال المياه تحاصر 35 قرية، كما انهارت مئات المنازل والمرافق العامة. من جهة أخرى، أكدت القوات المسلحة السودانية امتلاكها احتياطات لحماية السودان ضد أي ضربة توجهها إسرائيل، سواء هدد الإسرائيليون بضرب البلاد أم لم يهددوا. ووصف الناطق باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد الحديث عن اختراق إسرائيل للأجواء السودانية، بأنه حديث يدخل ضمن دائرة «الإشاعات» ولا يرقى لمستوى الصحة. وقال الصوارمي إن القوات السودانية لا تتوقع حدوث ضربة من قبل إسرائيل. وأضاف: «الحديث عن أن إسرائيل هددت بضرب السودان لم يصدر رسمياً من قبل مسؤول إسرائيلي وإنما حديث في المواقع الإلكترونية وبعض الوكالات غير الرسمية»، مؤكداً أن القوات المسلحة تدقق في صحة المعلومة. وكانت مواقع إلكترونية ذكرت أن سبب انفجار مستودع للذخيرة شمال الخرطوم كان قصفاً إسرائيلياً، عقب اتهام تل أبيب الخرطوم بدعم حركة حماس في قطاع غزة بالصواريخ.