توت العليق الأحمر (راسبيري بالإنكليزية وفرامبواز بالفرنسية) فاكهة عرفت منذ القدم، وهي تنتشر على نطاق واسع في المناطق ذات الطقس المعتدل، ويرجح أن موطنها الأصلي القارة الأوروبية. واستعمل توت العليق وأوراقه الأطباء القدامى لعلاج حالات مرضية كثيرة. وقد أوصى الطبيب الأغريقي ديسقوريدس في القرن الميلادي الأول بالسائل المستخلص من توت العليق للشفاء من التهابات الحلق. ويقول الطبيب داود الأنطاكي عن العليق: «أنه إذا اعتصر وسحق بصمغ كان نافعاً من أمراض العين حارة أو باردة». أما ابن البيطار فقال: «أطراف أغصان العليق متى مضغت شفت القلاع وغيره من قروح الفم». أما ابن سينا فذكر في كتابه «القانون» أن «طبيخ أوراقه بأغصانه يصبغ الشعر، وينفع من القروح على الرأس ويدمل الجراحات، وإذا مضغت أوراقه سدت اللثة وأبرأت القلاع، وكذلك ثمرته الناضجة وعصارة ثمرته وورقته تبرئ من أوجاع الفم الحارة». وبيّن الطب الحديث أن ثمار العليق تفيد في إرخاء شرايين القلب، وفي خفض نسبة تعرضها لعمليات الأكسدة، وحمايتها من التلف. وفسر الباحثون هذه التأثيرات الإيجابية بقدرة الثمار على تحفيز انطلاق مادة أكسيد النيتريك في الشرايين التاجية، إذ تساعد هذه المادة في توسيع الشرايين، وفي الحفاظ على ضغط الدم، ومنع تشكل الجلطات الدموية، وتفيد الثمار أيضاً في معالجة عسر الهضم، وفي مساعدة الجسم في التخلص من السموم والفضلات. ويحتوي توت العليق على كمية مركزة من المعادن تعتبر الأكثف مقارنة بالفواكه الأخرى، خصوصاً معادن المغنيزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد. وفي خصوص الفيتامينات فإن في العليق مجموعة منها، خصوصاً الفيتامين سي، فمئة غرام من التوت تستطيع تزويد الجسم بثلث حاجته اليومية من هذا الفيتامين. وتوت العليق الأحمر فقير بالسعرات الحرارية وغني بالألياف، لذا ينصح به للبدناء الراغبين في تخسيس أوزانهم. ولا يوجد ما يمنع السكريين من أكله شرط تناوله بكمية محدودة. ويعتبر العليق من أفضل 10 نباتات تحتوي على مركبات البولي فينولات والإنثوسيانات المضادة للأكسدة، وتفيد هذه في تحسين البصر والذاكرة. وينفع توت العليق الأحمر الأشخاص المصابين بمشاكل في المفاصل، مثل داء النقرس. وكشفت بحوث أن عصارة توت العليق تستطيع أن تثبط من نمو الخلايا الخبيثة لمختلف أنواع السرطانات التي تضرب الثدي والكبد والقولون والرئة والبروستاتا والرحم والمريء والفم. وتشتهر أوراق توت العليق بغناها بمركبات فعالة ذات مواصفات علاجية مثل التانينات، والإنثروسيانيدين، والفلافونيويدات، وحامض الفينول، وبيتا كاروتين، واالغلوتاثيون، وألفا - توكوفيرول، لهذا توصف الأوراق لعلاج الإسهالات الحادة وعوارض الزكام والتهاب الحنجرة. ولعل من أكثر الاستخدامات شيوعاً لأوراق التوت هو وصفها لتقوية الرحم، إذ تملك القدرة على إرخاء عضلات الرحم المتقلصة وشد العضلات المسترخية، ما يجعلها تعمل كمحرض في بداية الوضع.