حاول فريق من العلماء فهم اسباب اتخاذ القمر شكلاً غير كروي تماماً من خلال دراسة، ونشروا نتائجها في مجلة "نيتشر" العلمية. واوضحت هذه الدراسة ان القمر ليس كروياً بشكل تام بل هو مسطحاً ومنتفخاً قليلاً من الجهة المقابلة للارض، بخلاف الجزء الذي يبقى على الدوام مختفيا عن الارض. وهو جرم صخري يدور حول كوكب الارض، ضمن المجموعة الشمسية التي تشكلت قبل 4.5 بليون سنة. لكن القمر لم يتكون مع تشكل المجموعة، بل نشأ بعد ذلك جراء اصطدام جرم كبير بكوكب الارض الذي كان حديث التكوين، بحسب الرأي العلمي السائد اليوم. وفسر العلماء هذا التشوه في شكل القمر الى تأثير جاذبية الارض عليه حين كان قريباً جداً منها في بداية تشكله. وفي تلك الحقبة كان القمر عبارة عن كتلة من الصخور الملتهبة الناجمة عن ارتطام جرم بكوكب الارض، فانجذب جزؤه المقابل للارض وانتفخ، ثم برد وتصلب على هذا النحو. كما ان هذه الجاذبية هي التي سمحت لجزءاً واحداً من القمر يقابل الارض دائماً،واستناداً على هذه النظرية سكان الارض لا يشاهدون سوى الجزء نفسه دائماً. وقام العلماء، بتحليل خرائط القمر مع اغفال الفوهات الكبيرة على سطحه، لانها ظهرت بعد تشكل القمر بفترة، جراء ارتطام اجرام متفاوتة الاحجام به. وقال العلماء المشرفون على الدراسة في اتصال مع وكالة "فرانس برس" انهم استوحوا خلاصاتهم من نتائج الدراسات على الجرم "اوروبا" احد اقمار كوكب المشتري، وهو قمر يحتوي تحت سطحه المتجمد على محيط من المياه السائلة. فهذا المحيط من المياه يتأثر بجاذبية المشتري، فيخضع للمد والجزر مؤثرا على شكل سطح "اوروبا". وشبه العلماء قمر المشتري ذي المحيط السائل تحت سطحه المتجمد، بقمر الارض في بدايات تشكله عندما كان عبارة عن محيط من الصخور السائلة الملتهبة تحت سطح صخري بدأ بالتجمد. واوضح العلماء ان فهم الاسباب التي جعلت القمر يأخذ هذا الشكل تساعد في فهم عدد كبير من الظواهر الجيولوجية عليه، فالبراكين، التي اصبحت خامدة اليوم، موجودة في الجزء المقابل للارض فقط، اي الجزء حيث تنجذب فيه الحمم الى السطح بفعل جاذبية الارض، فتخرج من تشققات السطح. واعتقد العلماء ايضاً ان فهم طريقة تطور القمر، وهو اقرب جرم الى كوكب الارض، يساهم في فهم القواعد التي حكمت تشكل اجرام اخرى في المجموعة الشمسية.