يتحدد أول المتأهلين إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال اليوم، عندما يلتقي فريقا الهلال والاتحاد في مباراة «الإياب» لدور ال8 من البطولة، بعد أن انتهت موقعة «الذهاب» بالتعادل الإيجابي بهدفين لكليهما ما يعطي الهلال أفضلية التأهل في حال الفوز أو التعادل سلباً أو بهدف لمثله، وسيدخل الفريقان أشواطاً إضافية، وركلات ترجيح في حال التعادل بهدفين لمثلهما، فيما يحتاج الاتحاد إلى الفوز أو التعادل بأكثر من هدفين من أجل مواصلة المشوار. وعلى رغم تراجع مستوى الفريقين في الموسم الحالي، إلا أن الإثارة والندية تبقى سمة مواجهاتهما، وجماهير الطرفين لا تقبل بالخسارة في مثل هذه المواجهات، والفريق الاتحادي سجل تفوقاً كبيراً في منافسات كأس الأبطال، إذ أبعد الهلال من نصف النهائي في النسخة الثانية، قبل أن يحقق كأس البطولة في النسخة الثالثة على حسابه في عقر داره، فيما لا يزال الهلال يبحث عن رد الدين، وتسجيل التفوق الأول في منافسات البطولة أمام الاتحاد. الهلال يتحصن بالأرض والجمهور، ويسعى جاهداً إلى مواصلة المشوار، وتأكيد القدرة على تحقيق البطولة الغائبة عن خزائنه، كما أن المدرب التشيخي هاسيك أمام اختبار صعب جداً لكسب رضا جماهير الفريق، خصوصاً أن العديد من الأصوات تعالت أخيراً مطالبه بسرعة الاستغناء عن المدرب هاسيك، على إثر المستويات المتواضعة التي ظهر بها الفريق سواء على المستوى المحلي أم القاري، لذا سيكون هاسيك في غاية الحرص للاستفادة من الفرص المتاحة أمام فريقه لعبور المحطة الأولى نحو منصة التتويج، ومن المنتظر أن يرفع شعار الحيطة والحذر منذ الصافرة الأولى، كون التعادل سلباً أو بهدف يؤهل فريقه، لذا سيكون جل تركيزه على إيجاد ساتر دفاعي يبدأ من منتصف الميدان، لإدراكه التام بتواضع متوسط الدفاع بغض النظر عن الأسماء التي ستحضر، إلى جانب الضعف الشديد التي تعاني منه حراسة المرمى سواء حضر حسن العتيبي أم خالد شراحيلي، فكلاهما مصدر قلق للجماهير الهلالية في ظل الهفوات المتكررة. الفريق «الأزرق» يملك أوراقاً هجومية في غاية القوة، بوجود يوسف العربي ونواف العابد وأحمد الفريدي ومحمد الشلهوب وسالم الدوسري وكذلك الكوري يوبيونع، إلا أن هاسيك لا يزال يخفق في الاستفادة المثلى من قدرات لاعبيه في الشق الهجومي، ويصر على إحداث التغييرات في التشكيلة الأساسية من مباراة إلى أخرى، ما تسبب في ضياع الهوية الفنية للفريق الأزرق. وعلى الطرف الآخر، يرمي مدرب الاتحاد الإسباني كانيدا بكل ثقل فريقه بحثاً عن الفوز ولا شيء غيره، ويدرك تماماً أن الاندفاع الهجومي على حساب النواحي الدفاعية، قد يمكن الخصم من تسجيل هدف يعقد الأمور الاتحادية كثيراً، وكانيدا مدرب ذكي جداً، ولا يزال يحتفظ بسجل خال من أية هزيمة مع الاتحاد، وعلى رغم غياب رضا تكر وإبراهيم هزازي للإيقاف ومحمد نور للإصابة، وكذلك عدم تأكد جاهزية أسامة المولد، إلا أن خطوط العميد تملك الحماسة العالية، إلى جانب القتالية طوال ال90 دقيقة، وفي غالب الأحيان يعتمد كانيدا على الغزو من العمق من خلال اختراقات المغربي محمد فوزي وكذلك تسديدات المصري حسني عبدربه، التي أصابت الهدف الهلالي مرتين في مباراة الذهاب، كما أن الكرات الثابتة أحد أهم الأسلحة الاتحادية بوجود العديد من اللاعبين الذين يجيدون الضربات الرأسية. المواجهة منعطف هام جداً لكلا الطرفين، والبطولة ستخسر أحد فرسانها، إلا أن الشيء الأكيد أن الجماهير على موعد مع الإثارة والندية متى ما التقى الهلال بالاتحاد، حتى وإن غاب أبرز نجوم الكتيبتين. الشلهوب: المستوى لا يهم... ونحتاج لوقفة جماهيرنا اتحاديون يجمعون على صعوبة المباراة... ويتشبثون بالأمل