دمشق، لندن، نيويورك - «الحياة» - انضم اربعة من المراقبين الى وفد طليعة البعثة الدولية في سورية للوقوف على حالة وقف اطلاق النار. وقال الناطق باسم وفد المراقبين الدوليين نيراج سينغ إن مراقبين اثنين أحدهما من اندونيسيا والآخر من غانا انضما خلال الساعات الماضية إلى وفد المراقبين الدوليين، متوقعاً وصول المزيد من المراقبين للانضمام إلى وفد الطليعة. وكان مصدر دبلوماسي صيني أعلن اول من أمس انضمام مراقبين اثنين من الصين إلى وفد طليعة المراقبين الدوليين ليصبح مجمل عدد فريق المراقبين العسكريين الدوليين المنتشرين هناك 15 مراقباً. يأتي ذلك فيما قال دبلوماسيون إن ارفيه لادسو وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام، أبلغ مجلس الامن الدولي ان نشر 100 مراقب عسكري غير مسلح في سورية «سيستغرق شهراً كاملاً» على الرغم من تأكيد المبعوث الدولي كوفي انان ان وجود المراقبين على الارض يمكن أن يُحدث فرقاً، داعياً الى سرعة نشرهم. وجاء الاعلان عن المراقبين الجدد وسط خلافات بين السلطات السورية وبعض العواصمالغربية بخصوص جنسيات المشاركين في بعثة مراقبي الاممالمتحدة. وقالت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس ليلة اول من امس، إن سورية رفضت مراقباً عسكرياً واحداً على الاقل للمنظمة الدولية بسبب جنسيته، وأوضحت ان دمشق قالت انها لن تسمح بدخول مراقبين من أي دولة تنتمي لمجموعة «اصدقاء سورية». وقالت رايس -التي كانت تتحدث بعد ان قدم لادسو تقريراً الى مجلس الامن- إن لادسو أبلغ المجلس المؤلف من 15 دولة، أن دمشق تضع قيوداً على نشر مراقبي الهدنة. وأبلغت رايس الصحفيين «السيد لادسو أفاد بأن الحكومة السورية رفضت مراقباً واحداً على الاقل على اساس جنسيته، وان السلطات السورية قررت انها لن تقبل اعضاء من العاملين في يونسميس (بعثة الاممالمتحدة للإشراف في سورية) من أي دولة عضو في (أصدقاء سورية)». وأضافت قائلة: «أكد أنه من وجهة نظر الأممالمتحدة، فإن هذا غير مقبول بالمرة». وتضم مجموعة «اصدقاء سورية» 14 دولة من بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وتركيا وقطر وكلها قالت ان الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته بسبب الحملة الدموية التي شنها على مدى الثلاثة عشر شهراً الماضية لقمع المحتجين المطالبين بالديموقراطية والتي أوصلت سورية الى شفا حرب أهلية. وأكدت رايس ايضاً ان لادسو أبلغ مجلس الامن انه سيمر شهر آخر قبل ان يصل 100 من بعثة قوامها 300 مراقب عسكري غير مسلح للمنظمة الدولية الى سورية للمساعدة في الإشراف على وقف اطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ قبل 12 يوماً. وأضافت ان اعضاء المجلس «اعتبروا ان نشر المراقبين يسير بخطى بطيئة جداً». وقال دبلوماسي إن عددا من الدول الاعضاء في مجلس الامن، وخصوصاً فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا، فوجئوا بالمهلة الضرورية لنشر المراقبين. وذكر خبراء في الاممالمتحدة ان نشر البعثة بأكملها مع تجهيزاتها، وخصوصاً الآليات المدرعة، سيتطلب «عدة أشهر»، وإن كان قسم من المراقبين استقدم من قوات حفظ السلام المنتشرة اصلاً في الشرق الاوسط. وقالت رايس للصحافيين إن «جميع اعضاء مجلس الامن شددوا على الحاجة الى نشر سريع للمراقبين». واضافت ان «الشعب السوري يطالب بالمراقبين الذين بامكانهم ان يقدموا معلومات وان يكون وجودهم مؤثراً في عملية تخفيف العنف... لكن عددهم ليس كبيراً حالياً». من جهته، صرح السفير الروسي فيتالي تشوركين: «دعوناهم فقط الى البحث عن وسائل غير تقليدية لنشر أسرع للمراقبين». وسيجري نشر بعثة الاممالمتحدة للإشراف في سورية (يونسميس) لفترة مبدئية مدتها ثلاثة أشهر. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن دبلوماسيين قولهم إن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيعين رئيساً للمراقبين الدوليين «خلال الايام المقبلة». وتوقعوا ان يكون المرشح الأوفر حظاً لهذا المنصب الجنرال النرويجي روبرت مود، الذي كان اجرى المحادثات مع السلطات السورية لنشر بعثة المراقبين. ويريد انان سرعة نشر للمراقبين كي يعزز وقف اطلاق النار تمهيداً لبدء العملية السياسية. وصرح دبلوماسيون ان انان الذي كان يتكلم عبر الفيديو، أكد أن «الانتشار السريع لبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سورية أمر حاسم»، وإن «كان أي حل لا يخلو من المخاطر». وأضاف: «نحتاج لأن تكون لدينا عيون وآذان على الأرض قادرة على التحرك بحرية وسريعاً». واشار الى «تراجع العنف بشكل كبير» بعد وصول «عدد ضئيل» من المراقبين الى حمص. وتابع ان مهمة بعثة المراقبين الذين سينتشرون لمدة ثلاثة اشهر في البدء «لن تكون لاجل غير محدود» ولكنه لم يحدد اي مهلة لها.