أفادت مصادر عسكرية كردية أن الطيران الحربي التركي كثف هجماته على مواقع مفترضة تابعة لمسلحي حزب «العمال الكردستاني» في محافظتي اربيل ودهوك، فيما أفادت مصادر مقربة من الأخير أن الجيش الإيراني قصف المناطق الحدودية، بعد هدنة استمرت عدة شهور. وقال مصدر عسكري، رفض كشف إسمه ل»الحياة» إن «الطائرات التركية جددت ليلة الثلثاء اختراق الأجواء العراقية، وقصفت مناطق وقرى تابعة لمحافظتي اربيل ودهوك». وأضاف أن «الطائرات عاودت القصف صباح اليوم(أمس) في بعض المناطق، من دون معرفة حجم وطبيعة الخسائر الناجمة عنه». ويأتي التصعيد التركي بعد أيام من إجراء رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني محادثات في اسطنبول مع المسؤولين الأتراك، كرر خلالها دعوة «الكردستاني» الذي يسعى إلى الاستقلال منذ مطلع الثمانينات إلى «إلقاء السلاح والبحث عن النقاط المشتركة، لأن النضال المسلح يضر بالأكراد في هذا العصر»، وأعرب عن استعداده «للمساهمة في تسوية القضية سلماً، وإلا فإن العمال الكردستاني سيتحمل النتائج في حال إصراره على استخدام السلاح، ونحن بدورنا لن نسمح لأي نفوذ له في الإقليم». من جهة أخرى، ذكرت وكالة «فرات» للأنباء المقربة من «حزب العمال الكردستاني» أن «المدفعية الإيرانية شرعت مساء الثلثاء بقصف مناطق في جبل قنديل لخمس ساعات»، في أول قصف من نوعه منذ إعلان الهدنة مع «حزب الحياة الحرة» المعارض في خريف العام الماضي. ونقلت الوكالة عن مسؤول عسكري في «الكردستاني» قوله إن «جنديين تركيين قتلا، فيما أصيب تسعة آخرون خلال معارك قرب منطقة جوليك»، فيما أفادت وسائل إعلام تركية أن «الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة من المسلحين واثنين من الجنود الأتراك وإصابة خمسة آخرين». وتمارس تركيا ضغوطاً مستمرة على أكراد العراق للحد من الهجمات التي يشنها «الكردستاني» في العمق التركي «انطلاقاً من مواقعه داخل الأراضي العراقية»، لكن القيادات الكردية أعلنت في أكثر من مناسبة «رفضها أن تصبح طرفاً في نزاع داخلي لا طائل منه».