كشفت دراسة حديثة عن الحركة المرورية في مدينة الرياض عن زيادة متوقعة لحجم الزحمة المرورية التي تخنق العاصمة السعودية هذه الأيام إلى الضعفين خلال السنوات المقبلة إذا لم توجد وسائل حديثة ومريحة للنقل العام في أسرع وقت. وذكرت دراسات تشخيصية وتحليلية لخصائص النقل العام في مدينة الرياض أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن عدد الرحلات اليومية في العاصمة يبلغ خمسة ملايين رحلة، فيما توقعت أن يتجاوز عدد الرحلات 15 مليون رحلة يومياً بعد 20 عاماً من الآن، الأمر الذي يستدعي تطوير نظام النقل العام في المدينة وإدارته، والبحث عن بدائل فاعلة للسيارة الخاصة ومن بينها وسائط النقل العام. وأوضحت الدراسات ذاتها أن 93 في المئة من الرحلات اليومية تتم بواسطة المركبات الخاصة، بينما تشكل رحلات حافلات النقل العام 2 في المئة من مجموع الرحلات اليومية في مدينة الرياض، مشيرة إلى أن النقل العام في مدينة الرياض يعاني حالياً من محدودية مشاركته وسيطرة السيارة الخاصة على حركة النقل اليومية. وأوردت الدراسة أسباباً عدة لعدم المشاركة الفاعلة للنقل العام بمدينة الرياض أبرزها: «النمو العمراني المتسارع ويندرج ضمنه كثرة الأراضي البيضاء غير المبنية والتي وصلت نسبتها حالياً إلى 25 في المئة من المساحة العمرانية المطورة، وكذلك الانتشار الشبكي منخفض الكثافة العمرانية لأحياء المدينة والتركيز على شبكة الطرق، والتحول السلوكي». وطبقاً للدراسة، فإن الرياض تشهد «خمسة ملايين ونصف المليون رحلة سيارة خاصة يومياً تمثل ما نسبته 85 في المئة من إجمالي عدد الرحلات اليومية، فيما يشكل العمل الباعث الأساسي لهذه الرحلات، تليه المتطلبات الاجتماعية، ثم المدارس». في حين توقعت أن تصل عدد الرحلات اليومية عام 1442ه إلى 15.5 مليون رحلة يومية. وفي السياق ذاته، قالت الهيئة العليا لتطوير الرياض إن مشروع تطوير طريق الملك عبدالله أطلق مفهوماً جديداً لتطوير الطرق في المملكة عبر تبنيه مبدأ «التطوير الشامل» الذي ينظر إلى الطريق لا بوصفه ناقلاً للحركة فحسب بل يراعي الجوانب الحضرية في الطريق، ويتكامل مع المنطقة المحيطة والتطورات المستقبلية المتوقعة، وفي الوقت نفسه يستوعب أحدث التقنيات في ميدان الإدارة المرورية وأنظمة السلامة.