لم تكتف الصين بمزاحمة شركات الملابس والأحذية والأدوات الكهربائية الأميركية والأوروبية، بل إن يدها وصلت الى أدق الصناعات، وهى الماكياج وأدوات التجميل. وقد شهدت الأسواق السعودية السنوات السابقة انتشاراً كبيراً لأدوات الماكياج والتجميل الصينية حتى استطاعت ان تصل حجم مبيعاتها إلى نحو40 في المئة تاركة النسبة المتبقية لمئات الأدوات من عشرات الدول. ويعزو الباعة زيادة الطلب على المنتجات الصينية الى انخفاض سعرها، إذ يقول أبو علي (صاحب أحد محلات بيع الماكياج بالجملة) أن غالبية الشركات العالمية اتجهت لتصنيع بضائعها في الصين لتخفيض الكلفة عليها بعد أن كانت تفضل تصنيع منتجاتها في تايلاند. وأكد أبوعلي على أن الطلب على الماركات الفرنسية والإيطالية المشهورة مازال هو الأكبر على رغم ان الربح فيها يتراوح ريالين إلى أربعة ريالات لتاجر الجملة، مشيراً الى ان غالبية المشترين يفضلون الماركات العالمية متوسطة السعر، فيما يتجه البعض الى شراء الماركات الغالية الثمن من المحلات الكبيرة للثقة. وقال إن «بعض زبائني يحرص على شراء ماكياج الأرخص سعراً، فيلجأون الى شراء الماركات الصينية ذات الجودة العالية والسعر القليل، ولم يصادفهم في تجربتها أية مشكلات». وأوضح أبو علي أن: «حجم وجود الماكياج الصيني في محله لا يزيد عن 15 في المئة، مشيراً الى أن المنتجات الصينينة تنقسم الى قسمين الأول: الصناعة الصينية الكاملة منها منتجات ذات جودة عالية بأسعار قليلة، والثاني الشركات العالمية التي تصنع منتجاتها في الصين ومنها الأميركية والأوروبية ما يدل على قدرة الصين على اقتحام هذه الصناعة التي كانت تتميز بها الدول المتقدمة فقط، ومع ذلك يوجد زبائن لا تفضل شراء البضائع الصينية وترفضها». ومن جانبه، يقول مدير تسويق شركة السويدي أحمد عبدالحق أن: «الطلب على ماركات الماكياج المعروفة أصبح أقل مع إغراق الأسواق بالبضائع الصينية التي كانت تستحوذ في السابق على 10 في المئة من حجم السوق، ولكن في الفترة الأخيرة ارتفعت النسبة إلى 40 في المئة». ويقول عبدالحق إن: «لو تم مقارنة ما بين ماركات الماكياج العالمية وبين البضائع الصينية فلا يوجد فرق في القيمة المالية، ولكن الفرق في مستوى الزبائن الذي يصل من (30 – 40 في المئة)، وأسعارها تتفاوت بنسبة أكثر من 70 في المئة».