استبق إقليم كردستان نتائج اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الذي عقد مساء أمس، بدعوة تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى لقاء في أربيل مطلع الشهر المقبل «للبحث في حلحلة الأزمة السياسية»، في وقت وصفت القائمة «العراقية»، بزعامة أياد علاوي المؤتمر ب «الأزمة الكبيرة» وحذرت من عقده في أجواء صعبة داخلياً وإقليمياً. وكانت رئاسة الجمهورية دعت إلى عقد اجتماع جديد للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني أمس لتحديد موعد جديد للمؤتمر بعدما فشلت ستة اجتماعات سابقة في الاتفاق على ورقة عمل موحدة وجدول الأعمال. وأعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدري أمس، أن «النائب الثاني لرئيس الهيئة أحمد المطيري استقبل نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية روز نوري شاويس، وبحثا مستجدات في الوضع السياسي والأزمة التي تشهدها البلاد والسبل الكفيلة بتجاوزها». وأضافت أن «شاويس حمل رسالة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يدعو فيها رئاسة الهيئة وقيادة الخط الصدري إلى جلسة تشاورية في أربيل في السابع من أيار (مايو) المقبل». وشددت على «حرص الهيئة السياسية والخط الصدري على وحدة العراق وسلامة أهله وأراضيه وحكومة الشراكة الوطنية»، نافية ترشيح القيادي النائب الأول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل لرئاسة الوزراء. وكانت بعض وسائل الإعلام تناقلت أنباء عن نية التيار الصدري تقديم السهيل مرشحاً بديلاً لرئيس الوزراء نوري المالكي. وأوضح النائب عن «التحالف الكردستاني» فرهاد رسول أن دعوة بارزاني إلى قيادي التيار الصدري «تأتي في إطار التشاور لحل الأزمة ولا تعني تهميشاً أو تجاوزاً للمؤتمر الوطني». وشدد رسول في تصريح إلى «الحياة»، على أن الأكراد يسعون إلى «إنجاح المؤتمر الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني لأننا نسعى إلى الحلول ولا نريد تعقيد الأمور». واستبعد «مناقشة طرح الثقة بالمالكي خلال اللقاء، خصوصاً بعدما أجمع التحالف الوطني على إبقائه في منصبه حتى نهاية الدورة التشريعية». وتابع «إذا لم ينجح المؤتمر الوطني في إنهاء الأزمة فلن يستطيع أي طرف إيجاد حلول بديلة لأن فكرة المؤتمر قائمة على مبدأ الحوار لحل المشكلات، وعدم نجاحه يعني رفض الكتل هذا المبدأ». إلى ذلك، قال الناطق باسم المجلس الأعلى المنضوي في «التحالف الوطني» حميد معلة ل «الحياة» إن «موعد المؤتمر الوطني سيحدد بعد الاتفاق على جدول الأعمال وقبول جميع الأطراف القضايا التي سيناقشها». وأشار إلى أن «القائمة العراقية تطالب بطرح قضيتي نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء في جدول الأعمال وهذا ما ترفضه الكتل الأخرى ويعرقل الاتفاق على موعد». وزاد أن «اجتماع اللجنة التحضيرية اليوم (أمس) هو استئناف لاجتماعاتها التي تعطلت قبل عقد القمة العربية»، مبيناً أن «الملفات المزمع طرحها ستكون محصورة بعنوانين رئيسين، الأول توافقات أربيل، والثاني المستجدات السياسية». وحذرت «القائمة العراقية» أمس من تحويل المؤتمر الوطني من حل الأزمة السياسية في البلاد إلى «أزمة أكبر»، ورجحت أن تلقى مقرراته المصير الذي لاقته مقررات اتفاق أربيل. وأعلنت القائمة في بيان أن «الاجتماع الوطني الذي يعتقد الجميع أنه حل للأزمة السياسية، ربما يتحول إلى أزمة أكبر، في وقت يشهد العراق أوضاعاً صعبة في محيط إقليمي معقد، وعدم وجود قناعة لدى الفرقاء السياسيين بالشراكة». وأضاف البيان أن «القائمة العراقية التي تؤكد التزامها بالاتفاقات وتنفيذها، لم تجد مقابل ذلك ما يشير إلى تمسك الآخرين ولا التزامهم بما ستؤول إليه نتائج المؤتمر أو الاتفاقات السابقة».