لندن - أ ف ب، يو بي أي – اعتقلت الشرطة البريطانية في لوتون شمال غرب لندن أمس، خمسة مشبوهين في «تحضير عمليات ارهابية او التحريض على تنفيذها». واوضحت الشرطة ان الاشخاص الخمسة الذين تراوح أعمارهم بين 21 و35 سنة، اعتقلوا في خمسة اماكن مختلفة بلوتون في اطار عملية اعدت بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات. وأجهزة مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية في حال استنفار مع اقتراب احتفالات اليوبيل الماسي للملكة اليزابيث الثانية ودورة الالعاب الاولمبية الصيفية في لندن. ووعدت السلطات البريطانية بتوفير اقصى درجات الأمن فيها. الى ذلك، اوقفت الشرطة البريطانية شاباً يدعى كيني هولدن في ال 29 من العمر، بعدما هدد على موقع فايسبوك بشن هجوم عبر تفجير قنبلة تستهدف مسلمين، على غرار المذبحة التي ارتكبها اليميني المتطرف اندرس بريفيك عبر قتله 76 شخصاً في هجومين نفذهما في وسط العاصمة النروجية أوسلو وجزيرة اوتويا في تموز (يوليو) 2011. وأفادت صحيفة «ذي صن» بأن «هولدن نشر بيان التهديد على فايسبوك الى جانب صورة له بالزي القتالي حمل فيها بندقية، وان موقعاً على الانترنت زعم أن هولدن ينتمي إلى فرقة دروع الجنوب التابعة لرابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية المتطرفة». واضافت أن «هولدن كتب على موقع الشبكة الإجتماعية انه حصل على قنبلة أنبوبية من أجل شارع أوشين فقط»، في اشارة الى حي ساوث شيلدز بمدينة تينيسايد التي تكثر فيها مطاعم الكاري التي يملكها مسلمون. ونسبت الصحيفة إلى هولدن قوله على فايسبوك: «امنحوني بندقية لأكرر ما حصل في اوسلو». واشارت الى ان الشرطة البريطانية اوقفت هولدن بتهم الإعتداء وحيازة مواد تحريضية عنصرية، ثم أخلت سبيله بكفالة في انتظار مزيد من التحقيقات. وفي كندا، صرح رئيس الاستخبارات ريتشارد فادن بأن تحديث تنظيم «القاعدة» أسلوب هجماته عبر التركيز على تلك الفردية يصعّب مهمة رصد أجهزة الاستخبارات الغربية للهجمات، «لأنها لا تنتمي إلى شبكة أكبر ربما تجذب الانتباه». وقال فادن للجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الشيوخ الكندي: «عندما ينشط ارهابي وحده من دون ان يتحدث الى احد، فتحتاج إلى حسن الحظ، وهو ما يحدث أحياناً، أو أن يرتكب نفسه أخطاءً صغيرة». وأضاف أن «القاعدة قررت تشجيع شن حملات فردية لأنه يصعب تنفيذ عمليات كبيرة مثل اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2011». واعتبر ان «المسألة ليست سهلة، لأن هؤلاء الأفراد يبدون كمزيج من الإرهابيين وناس يواجهون فقط مشاكل شخصية كبيرة جداً. لذا بات من الصعب جداً محاولة فهم عقيدتهم وتحديد قدراتهم على شن عمليات للتعامل معهم، ما يشكل صراحة مصدر قلق كبير لنا». وتوقع فادن زيادة عدد الهجمات الفردية، على غرار قتل الفرنسي الجزائري الأصل محمد مراح 7 اشخاص بالرصاص في تولوز الشهر الماضي، معتبراً ان احد الدوافع الرئيسة وراء هذه الهجمات هو مجلة «انسباير» الناطقة بالانكليزية والتي يصدرها «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، ونشرت مرة مقالاً بعنوان «اصنع قنبلة في مطبخ والدتك» قدمت تدريبات دقيقة جداً عن كيفية تكبيد خسائر كبيرة. ولفت الى ان مسؤولي اجهزة الاستخبارات في بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة يعتقدون الأمر ذاته، «إّذ نلاحظ تزايد عدد الأشخاص الذين يتصرفون فردياً، ما يجعل الوضع معقداً، علماً ان احدى وسائل التوصل إلى منفذي العمليات الفردية قبل شن هجماتهم هي الانتباه البالغ للإنترنت».