نادي الهلال يتميز عن بقية الأندية أنه لا حالة وسطى يعيشها المتابع له، إما محب له لا يرضى بأقل خطأ ويستعد لنصب المشانق لكل أحد يخطئ، أو يقصر في حق الهلال، وإما معادٍ له يتحين الفرص ليكيد الهلال، إما قولاً أو عملاً، أو تفرقة، وزرع الشحناء، والبغضاء في تفاصيل كيانه. شئنا أم أبينا، رضي من رضي، وغضب من غضب، يظل الهلال زعيماً، ووجوده يمنح الكرة السعودية مذاقاً وطعماً، ويكفي أنه لم يخذل جماهيره موسماً واحداً، إلا ومنحهم بطولة على الأقل، إن لم يمنحهم بطولات في موسم واحد، عملت اللجان ما في وسعها لتعطيل الهلال إما ايقافاً للاعبيه، أو مدربيه، أو بتعطيل الاستفادة من نصف الفريق لأجل مشاركة ودية للمنتخب، «لا تسمن ولا تغني من جوع!». ومشكلة الهلال أن من يقوده من رؤساء على تعاقبهم واختلافهم، إلا أنهم يتحملون ويصبرون، و«يكبرون الرأس كثيراً»، صحيح أنهم هم من يضحك أخيراً، لكن حتى ترتسم تلك الضحكة يتجرعون، ومن يحبون المرارة تلو الاخرى، وما ان يخرجون من متاهة، إلا ويدخلون أخرى، الهلال لن يصبر كثيراً، وعقل كباره قارب حده الائتماني أن ينتهي، وللصبر حدود! عندما عجزوا أن يفسدوا الهلال من الخارج لجأوا للداخل. وللأسف أنهم تسللوا من باب حب الهلال، والهلال من حبهم براء، فأشاعوا خلافات بين عبدالرحمن بن مساعد وبندر بن محمد، وتربص أحدهما بالآخر، وكيد بعضهم ومن خلفهم لبعض، وطابور خامس ما عهدنا له حضوراً في جنبات الكيان الازرق، ما تميز به الهلال في مشواره هو أن كباره على قلب رجل واحد، وأن هناك احتراماً بين أركانه، وتنازلات تجعل الهلال يعلو ويعلو.. وها هو الامير عبدالرحمن يخرج في «تويتر» ليغيظهم، ويقول إنه هو وبندر بن محمد ليسوا بحاجة لثالث بينهما، يتدخل في ما لا يعنيه، ومثل هذا الكلام يجعل «بنو هلال» في اطمئنان أكثر على المقبل. الهلال في المرحلة المقبلة، لا بد أن يغير من العقل «التراكمي» الذي يزينه، ويمارس عبثاً مع مثل هؤلاء (....)، الذين لن يرضوا إلا أن يروا الهلال يتقهقهر للوراء كثيراً، و«هذا عشم إبليس بالجنة!». [email protected]