على رمال شاطئ نصف القمر ووسط حضور آلاف الشباب الذين يترقبون الأعياد والمناسبات المختلفة للاستمتاع بحضور ومشاهدة عروض السيارات والدبابات، انطلقت العروض المبهرة لسيارات الكنترول وسيارات السباق والكلاسيكية والسيارات الراقصة والمعدلة ودبابات الهاتشي والباتشي، ضمن فعاليات العيد ووسط شغف كبير من الشباب الذين اصطفوا جماعات لمتابعتها. وبدأت الفعاليات بحضور أكثر من 40 هاوياً من الشباب المشاركين واستمرت قرابة الست ساعات، وأثناء العروض كان هواة السيارات على موعد مع بطل سباق سيارات «الدرق ريس» محمد الحصيمت الذي خاض أكثر من 400 مسابقة خارج وداخل المملكة، كما شارك في 30 مهرجاناً، وقام بتقديم شرح عملي للزوار عن السيارة وكيفية السباق والبطولات المختلفة التي خاضها. وأوضح الحصيمت أن السيارة تبلغ سرعتها 310 كيلومترات في الساعة الواحدة وتتميز بمحركها الكبير، وتقطع السيارة 200 متر في أربع ثوان، وأشار إلى أن قيمة السيارة «الدرق ريس» بعد التعديل تبلغ نحو نصف مليون ريال، وتطرق للإمكانات الهائلة فيها، إذ إنها مزودة ببراشوت من الخلف للمساعدة على إيقافها لأنها سريعة جداً، وأوضح أنه تم إجراء تعديلات على السيارة في المملكة على أيدي شباب سعوديين وهي موديل 1987، كما تطرق إلى وسائل السلامة التي تتضمنها السيارة، مشيراً إلى أنه منذ 20 عاماً وهو يمارس سباق السيارات وحصل على بطولات عدة داخل المملكة وخارجها. وأعرب القنصل العام الأميركي في المملكة مايك هانكي عن سعادته بمشاهدته العروض المثيرة وفعاليات الشباب المختلفة على رمال شاطئ نصف القمر، وذلك أثناء زيارته وأسرته أمس الأول موقع الفعاليات الشبابية ضمن الفعاليات المصاحبة لاحتفالات أهالي الشرقية بعيد الفطر السعيد التي ينظمها صندوق المناسبات في غرفة الشرقية وتستمر حتى خامس أيام العيد. وأشاد بالحماسة الشديدة من الشباب، مؤكداً أنهم يملكون مهارات كبيرة في تعديل السيارات وكيفية استخدامها والاستفادة منها بشكل يؤهلهم للوصول للعالمية في هذا المجال، وقال: «مشاهدة مثل هذه العروض والعدد الكبير من الشباب المشارك يدعو للفخر». وأشار إلى أن مثل هذه الفعاليات فرصة ثمينة للشباب للابتكار وشغل أوقات فراغهم بكل ما هو مفيد من تعلم القدرات الهندسية والميكانيكية في تعديل السيارات وصيانتها. من جانبه، ذكر عباس علي حمادة، أحد هواة سيارات الريموت كنترول وشارك في مهرجانات عدة ، أن سرعتها تصل إلى 180 كيلو متراً في الساعة، وأضاف أن هذه السيارات تعمل بالبنزين والكهرباء وأحجامها متفاوتة، كما يتم إدخال تطويرات وتعديلات في المحرك والعجلات وبعضها تصل كلفتها إلى 20 ألف ريال، وأضاف أن هواية سيارات الريموت كنترول في الشرقية تعتبر الأكثر انتشاراً على مستوى المملكة، محذراً من استخدام السيارة لمن هم أقل من 14 عاماً. وتتواصل فعاليات العيد في مختلف المواقع، حيث تستمتع العائلات بالفعاليات المخصصة لهم في مجمعات الراشد التجاري في الخبر والشاطئ مول في الدمام والقطيف وسيتي مول ودارين مول من الرابعة وحتى العاشرة مساء، وفي الواجهة البحرية في الدمام تحتضن القرية التراثية وقرية الطفل الزوار عند الرابعة والنصف وحتى العاشرة مساء ، فيما تنطلق أول عروض مسرحية (الأسد الهارب) في الصالة الخضراء عند السابعة مساء إضافة إلى عروض إنشادية لفرقة (أطفال ومواهب). واستمتع أكثر من ألف طفل بالعروض في القرية التراثية التي تحوي أركاناً ترفيهية وتعليمية عدة حازت على إعجاب الزوار من الأطفال والآباء والأمهات. وحوت القرية خمسة أقسام رئيسة هي: قسم الحضانة والذي يستقبل الأطفال دون الستة أعوام، وتقديم بعض الإبداعات العلمية لهم، لاكتشاف بعض الإبداعات لديهم مع تقديم بعض النصائح للوالدين في كيفية اكتشاف مواهب أبنائهم، وقسم الحديقة الذي يحوي خمسة أركان من بينها: الرسم على الأظافر وقصات الشعر وعمل التسريحات وقسم الحناء والرسم على الوجه، والرسم على الورق والأكواب والزجاج والفخار، وتعليمهم دمج الألوان وترتيبها، وقسم التصوير ويتم فيه رسم الأطفال والاحتفاظ بصورهم كذكرى سعيدة لهم وهو قسم مجاني من دون أي مقابل، وقسم التكوين والتدوير، والذي يحفز الطفل على تكوين شيء معين من خلال استخدام بعض الأدوات الموجودة، والتدوير من خلال استخدام الأشياء المستخدمة مثل الورق والعلب والخروج بشكل جمالي يستفاد منه معتمداً على إبداعاتهم وفتح آفاق لخيالاتهم، والقسم الأخير هو قسم قراءة القصة ويحوي قسمين: المرئية والمقروءة، من خلال قراءة القصة على الطفل من صندوق الدمى، أو قراءة القصة بشكل معين، أو مشاهدة قصة قصيرة من خلال التلفاز، ويتم فيه تقديم بعض رسائل التوعية المفيدة للطفل، كما تحوي قرية الطفل مسرحاً يتم فيه تقديم مسرحية قصيرة من مشهد واحد بعنوان « الألوان تتكلم» مخصصة للطفل من الثالثة إلى الثامنة بواقع عرضين في اليوم بعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء. القرية التراثية: 30 أسرة تعرض منتجاتها على المعَيّدين في الخيمة التراثية «حارة بلدنا»، تعرض 30 أسرة طوال أيام العيد منتجاتها التي تشمل معروضات الأسر المنتجة من السلال المصنوعة من الخوص وخلطات العطور والبخور والمخلطات والإكسسوارات وصناعة السدو والخوص. وتضم القرية التراثية أقساماً عدة منها الأكلات الشعبية وركن متحف ميدان التراث وصناعة الصناديق القديمة والمراكب. وقالت رحمة جمعان والمتخصصة في صناعة السفر والسلال من السدو والخوص، إنها تعلمت تلك المهارة من والدتها منذ أكثر من 30 عاماً، لافتة، إلى أن غالبية زبائنها من كبار السن الذين يقدرون ويثمنون الاحتفاظ بالأشياء التي تذكرهم بالماضي القديم. وأشارت إلى أن الذين يعملون في تلك المهنة معدودون، مضيفة أنها تقوم بتوفير ما يطلبه الزبائن ،وقالت إنها أدخلت بعض التحسينات واللمسات الجمالية على بعض السلال لمواكبة العصر. وفي ركن آخر، يوجد يوسف المرحوم، الفنان الذي عشق فن النحت على الخشب والألواح منذ أكثر من نصف قرن، ويحرص على المشاركة في المهرجانات العامة، لينقل صناعة الأجداد ويعرّفها للجيل الحالي، من خلال بعض الأعمال التي يقدمها من أبواب منقوشة بزخارف شعبية وصناديق تقليدية قديمة، مستخدماً الأدوات البسيطة من المطرقة والمسامير. وأشار إلى أن أعماله مستوحاة من التراث الشعبي المحلي، وهدفه من المشاركة هو نقل تراث الآباء والأجداد شبه المفقود للجيل الحالي من خلال الأعمال التي يقدمها، موضحاً أنه شارك في كثير من المهرجانات والفعاليات داخل المملكة وخارجها، ولا يمانع المرحوم من تدريب الشباب في تعلم تلك المهنة ليتوارث الأبناء مهنة الأجداد.