قال رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون إن مؤتمر المعارضة السورية الذي سيعقد في غضون الأسبوعين أو الثلاثة القادمة سيكون في إطار الجامعة العربية بالقاهرة، موضحاً أن مشروع «المجلس الوطني» هو الإعداد للقاء تشاوري يجمع كل ممثلي المعارضة السورية والمجتمع المدني من أجل نقاش حول إعادة هيكلة المجلس وتوسيعه بحيث يعكس كل أطياف المعارضة والثورة في سورية. وكان غليون اجتمع ووفد من «المجلس الوطني» ضم بسمة قضماني وعبد الباسط سيدا وأحمد رمضان مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بمقر الوزارة أمس لبحث تطورات خطة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان والوضع على الأرض. وقال وزير الخارجية المصري في بيان عقب اللقاء إن تطورات الأزمة السورية «أثبتت أن ما طرحته مصر من أفكار منذ بداية الأزمة كان ولا زال الرؤية الوحيدة القابلة للتطبيق، حيث أن كل ما جرى طرحه من مواقف لاحقة لم يخرج في جوهره عن الطرح المصري لسبل حل الأزمة، والمتمثل في رفض التدخل الأجنبي واستبعاد الحل الأمني أو العسكري للأزمة ووقف العنف وحقن الدماء وبدء حوار جدي بين الحكومة والمعارضة السورية حول مستقبل البلاد وآلية الإصلاحات». وشدد عمرو على حتمية قيام المعارضة السورية بتوحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يقدم رؤية موحدة للعالم الخارجي في شأن مستقبل سورية، مشيراً إلى أن هذا في حد ذاته سيبعث برسالة طمأنة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية في شأن إمكانية الحوار مع المعارضة والتعامل معها باعتبارها معبرة عن آمال الشعب السوري. وقال غليون عقب اللقاء إنه جري نقاش موسع للعلاقات بين مصر و»المجلس الوطني» والثورة السورية. وأشاد بموقف مصر الثابت في دعم قضية الشعب السوري. وقال «إننا نريد أن يشعر الشعب السوري الذي يعيش الآن محنة حقيقة أن العالم العربي ومصر في مقدمته يحتضن ثورته، ولن يتركوه وحيداً أمام طغيان النظام». وحول عدم اعتراف مصر بالمجلس الوطني السوري، قال غليون إنه يعتقد أن كل الدول اعترفت بشكل جماعي في المجلس الوطني، مضيفاً أن علاقات المجلس مع مصر «ممتازة... ولا تهمنا الشكليات». وكشف عن أن المجلس سيفتح مكتباً في مصر بشكل رسمي. وتابع إنه «ليس هناك خلاف في ما يتعلق بالموقف الحاسم لمصر من النظام الراهن في سورية وبالتالي من تأييد ثورة الشعب السوري من أجل الحرية». وعن قضية تسليح المعارضة، قال غليون إن وزير الخارجية المصري لم يقم بطرحه «ولكننا طرحنا عليه أن من مهمات المجلس الوطني اليوم أن يملأ الفراغ الذي تركته السلطة والحفاظ على أمن المدنيين ووحدة سورية، والعمل من أجل إغاثة الشعب السوري المنكوب ووضع القوى المسلحة تحت إشراف سياسي من جانب المجلس الوطني وتوحيدها تحت قيادة عسكرية، وعدم السماح بوجود ميليشيات متنازعة». وقال إن هذه «مهمات تقع تحت إطار تحويل المعارضة إلى سلطة بديلة وإعادة بناء سورية والمؤسسات السورية من الآن وبما يمكننا من الانتقال بشكل سلس ومن دون أزمات نحو نظام ديموقراطي». وأكد غليون أن الوفد تشاور مع وزير الخارجية المصري حول مبادرة كوفي أنان وتم الاتفاق على دعم هذه المبادرة وإعطائها فرصة حتى تنجح. ولكنه لفت إلى أن «النظام السوري يراوغ... وإنه بعد خروج المراقبين من المدينة يبدأ في قصفها مجدداً ليعاقب السكان». ودعا غليون البعثة إلى «العمل بشكل ديناميكي أكبر وأسرع حتى تستطيع أن تبقى في المدن، وأن يبقى دائماً مراقبون داخل المدن حتى يشهدوا على عمليات القصف الإجرامي التي تقوم بها السلطة». وأوضح غليون أنه من الصعب تحديد موعد زمني لسقوط النظام «ولكن من المؤكد أن الشعب السوري سيستمر وقد ضحى بالكثير في هذه الثورة ولن يتراجع عن أهدافه في إزالة هذا النظام من الوجود وإسقاطه بكل رموزه مهما حدث حتى لو فقد عشرات الآلاف من أبنائه، بالإضافة إلى إقامة دولة ديموقراطية وحكومة تضم كل أطياف الشعب السوري». وشدد غليون على أنه «لولا الدعم الإيراني والغطاء السياسي الروسي لما جرؤ نظام الأسد على التمادي في هذا العنف الذي لم يحدث في التاريخ». وتابع: «الإيرانيون يعتقدون أن المعركة في دمشق هي معركتهم قبل أن تكون معركة الأسد وهم يدافعون عن مشروع إيران أن تكون سلطة أو قوة إقليمية كبيرة وسورية هي التي تقدم لها هذه المنصة لتكون قوة إقليمية كبيرة»، معرباً عن تمنياته بأن يعمل الإيرانيون على «ضمان مصالحهم في سورية المستقبل التي لن تكون أبداً سورية الأسد». وأجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس مشاورات هاتفية مع عدد من وزراء الخارجية العرب خصوصاً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير شؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، بهدف التنسيق في شأن القضايا المطروحة على جدول الدورة غير العادية للمجلس المقرر لها مساء الخميس المقبل بمقر الجامعة. ويبحث الاجتماع تطورات الوضع في سورية، والأزمة بين شمال وجنوب السودان وتداعيات زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية. وكانت الجامعة أعلنت أن أمينها العام سيلتقي مجدداً وفد «المجلس الوطني السوري» الخميس المقبل قبيل انعقاد الاجتماع الوزاري العربي.