دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - تواصلت خروقات وقف إطلاق النار في عدد من المناطق السورية امس. وقال ناشطون وشهود إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، مشيرين إلى تصعيد للعمليات العسكرية في دمشق وريفها. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان إن القوات النظامية «اقتحمت دوما منذ ساعات الصباح الأولى بعدد من الدبابات ... تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جداً». وتحدث سكان وناشطون عن إطلاق كثيف للنيران ومداهمات وانتشار امني واسع. وأظهرت مقاطع بثها ناشطون على الإنترنت سحب الدخان في سماء دوما وأصوات إطلاق نيران ثقيلة وأصوات تكبير من المساجد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتيلين في المدينة امس احدهما برصاص قناصة والآخر بإطلاق نار عشوائي. كما قتل أربعة جنود نظاميين على الأقل في تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في محيط المدينة. وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد لفرانس برس إن القوات النظامية «تدخل بشكل يومي إلى المدينة لكن الاقتحام اليوم هو الأشد». واعتبر السعيد أن الهدف من اقتحام المدينة هو «تأديبها بعد التظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها ولأنها مركز احتجاجات الريف الدمشقي». وتشهد مدينة دوما باستمرار تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام، كان آخرها تظاهرة ضخمة يوم الجمعة، في ما اطلق عليه الناشطون اسم «جمعة سننتصر ويهزم الأسد». وتقع دوما على بعد حوالى عشرة كيلومترات من العاصمة دمشق، ويبلغ عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة. واستولى المنشقون على المدينة في 21 كانون الثاني (يناير) لفترة وجيزة بعد قتال عنيف مع قوات الأمن قبل أن ينسحبوا ويستعيد الجيش السيطرة عليها بعد ذلك. ومنذ ذلك الوقت شهدت المدينة اقتحامات متعددة واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين. وفي ريف دمشق أيضاً، قتل مواطن برصاص حاجز امني بعد منتصف الليل في قرية حتيتة التركمان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وخلال الأيام الماضية كثفت قوات الأمن وجودها في ريف دمشق، إلا أن ذلك لم يمنع التظاهرات، بخاصة في مناطق الزبداني ودوما والمعضمية. وفي ريف إدلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين في قرية الرامي بجبل الزاوية بنيران القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي حمص قتل ثلاثة مدنيين بنيران القوات النظامية، بحسب ما أفاد المرصد السوري، رغم وجود مراقبين اثنين في المدينة. وقال المرصد في بيان «استشهد ثلاثة مواطنين اثر إطلاق الرصاص في أحياء الخالدية والغوطة والمخيم». وفي بانياس (غرب) قتل عنصر امن وأصيب ثلاثة بجراح جراء إطلاق نار على دورية أمنية ليل السبت الأحد بحسب المرصد الذي أشار إلى أن «هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ قرابة العام» في بانياس. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن ما لا يقل عن 18 شخصاً قتلوا امس في مناطق عدة، مشيراً إلى أن غالبية القتلى في ريف العاصمة وإدلب. وفي شمال البلاد، ذكرت وكالة سانا أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت امس بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة-حلب ( في شمال شرقي البلاد) تقل عدداً من الضباط وصف الضباط من إحدى الوحدات العسكرية، ما أدى إلى استشهاد أحد العناصر وإصابة 42 آخرين من الضباط وصف الضباط، بينهم 13 برتبة ضابط والباقي من صف الضباط حالة ثلاثة منهم خطيرة». وزادت الوكالة الرسمية أن «وحدات الهندسة قدرت زنة العبوة ب 50 كيلوغراماً»، مشيرة إلى «تفكيك عبوتين ناسفتين زنة كل منهما50 كيلو غراماً بالقرب من مكان استهداف الحافلة معدتين للتفجير عن بعد». إلى ذلك، أفادت «سانا» بأن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة اليوم قطارا محملاً بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون في ريف إدلب (شمال غربي سورية)، ما أدى إلى إصابة طاقم القطار وأضرار مادية كبيرة». ونقلت عن مدير عام المؤسسة العامة للسكك الحديد المهندس جورج مقعبري أن الانفجار «أدى إلى تضرر 75 متراً من سكة القطار وانقلاب الرأس القاطر وجنوح قاطرة أخرى وأحد الصهاريج المحملة بمادة القمح إضافة لإصابة ستة من طاقم القطار حالة أحدهم حرجة». وقال مقعبري إن «تضرر سكة القطار أدى أيضاً إلى توقف حركة نقل الوقود إلى حلب». وأضاف أن «الأضرار الناجمة عن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي طالت الخطوط الحديدية تجاوزت حتى تاريخه ملياراً و700 مليون ليرة (28.4 مليون دولار)».