أكد مدير الجامعة السعودية الإلكترونية الدكتور عبدالله الموسى أن «الجامعة ستهدف إلى طرح التخصصات الأكاديمية التي ستلبي حاجات سوق العمل، وتسد من الفجوة بين العمالة الوطنية والوافدة، التي تبلغ معدلات عالية في المملكة»، معتبراً أن جميع التخصصات ستدرس بطريقة تقنية ذات جودة عالمية. وقال الموسى ل«الحياة» في أول حوار له بعد تعيينه مديراً للجامعة: «إن الجامعة ستفتح أبوابها لتدريس برامج البكالوريوس والماجستير، وستكون الفئة المستهدفة هم الموظفون في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى إطلاق دبلومات لتعليم اللغة العربية ونشرها في جميع أنحاء العالم». وتابع: «سيكون متطلب الحضور إلى الجامعة 25 في المئة لكل مقرر دراسي، إضافة إلى أنه سيكون هناك حضور تزامني من خلال الفصول الافتراضية»، وأضاف: «الجامعة السعودية الإلكترونية ستكون مكملة لمنظومة التعليم العالي وملتزمة بتحقيق معايير الجودة المحلية والدولية أسوة بالجامعات السعودية الأخرى». وهنا نص الحوار: كيف تنظرون إلى فكرة تأسيس الجامعة الإلكترونية في المملكة، وهل هي توظيف للتكنولوجيا أم استجابة لمتطلبات تعليمية؟ الحقيقة أن هناك تقدماً هائلاً في مجال الاتصالات والمعلومات في العالم بشكل أجمع، ونظراً إلى ما توليه المملكة من اهتمام بالتعليم لاسيما التعليم العالي، ونظراً إلى تزايد الطلب على التعليم العالي بمختلف شرائح المجتمع، ولخفض الكلفة ولتحقيق التعلم مدى الحياة، تم استثمار التقنية لتقديم نمط جديد من أنماط التعليم العالي القائم على استثمار التقنية في عملية التعليم والتعلم، حتى تم إنشاء الجامعة السعودية الالكترونية. التعليم الالكتروني يعاني في كثير من الدول من عدم التنظيم، فكيف سيتم ضبط هذا الأمر في المملكة؟ قد يكون هناك ممارسات سلبية في هذا النمط من التعليم كما هو موجود أيضاً من ممارسات سلبية في الجامعات التقليدية، ولكن الجامعة السعودية الالكترونية ستلتزم بتحقيق متطلبات الجودة المحلية والدولية من خلال تحقيق معاييرها كافة، وستكون برامجها كافة محققة لمعايير الجودة العالية ومتطلبات سوق العمل وستعمل على تقديم مخرجات للقطاعين الحكومي والخاص معززة بالمهارات والمعلومات المميزة. ما المعايير الخاصة بالجامعة السعودية الإلكترونية الجديدة؟ الجامعة السعودية الالكترونية هي مكملة لمنظومة التعليم العالي وملتزمة بتحقيق معايير الجودة المحلية والدولية أسوة بالجامعات المحلية الأخرى، ولكن بنمط جديد يعتمد على التقنية في وسائله وأدواته وتقوم على العديد من القيم من أبرزها: الجودة، التركيز على الطالب، الشفافية المهنية، الشراكة والتكامل، الانتشار، الريادة، والتنمية الذاتية والتعليم المستمر. هناك كثير من الطلاب يعتقدون بأن الجامعة ستكون بوابة للحصول على الشهادة الجامعة، من دون جهد يبذل، كيف تعلقون على ذلك؟ قد يوجد مثل هذا النوع من الطلاب على افتراض ذلك، ولكن ما أود تأكيده هو أن هذه الفئة من الطلبة لن يكون لها مقعد في هذه الجامعة، بل ان متطلبات هذا النوع من التعليم يفترض في الطلبة المزيد من المهارات والسمات التي قد لا يركز عليها نمط التعليم العالي التقليدي ومنها مهارات الحاسب الآلي والتواصل والتعليم الذاتي والقيادة الذاتية، وعليه فإن الجامعة لن تخل ببرامجها وتنقص من مستواها بل على جميع الطلبة أن يرتقوا بمستواهم إلى مستويات الحد الأدنى المطلوب لتحقيق الجودة في برامجها وإلا لن يحصلوا على الشهادات الصادرة من الجامعة. ما الأهداف التي وضعتها الجامعة في الفترة المقبلة؟ هناك أهداف عدة، أهمها أن تكون ممثلاً وطنياً وبيت خبرة في مجال اختصاصها، وأن تقدم نموذج تعليم عال مرناً ومتماً، يدعم مهارات التعلم الذاتي وتقديم المعلومات وغيرها من مهارات المعلوماتية الحديثة، وذلك من خلال بيئة افتراضية أكثر استجابة لمتطلبات التنمية الشاملة وسوق العمل، كما ستقدم تعليماً عالياً مبنياً على أفضل نماذج التعليم المستند على تطبيقات وتقنيات التعلم الإلكتروني ونقل وتوطين المعرفة الرائدة بالتعاون مع جامعات وهيئات عالمية وأعضاء هيئة تدريس عالميين، بمحتوى تعليمي راق من مصادر عالمية متعددة، وتوطينه بما يناسب المجتمع السعودي، إضافة إلى دعم رسالة ومفهوم التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد مدى الحياة لأفراد المجتمع السعودي كافة. هل ستلزم الجامعة طلابها بالحضور إلى الجامعة؟ في البداية ستعتمد الجامعة على النظام المدمج، أي القائم على التعليم الافتراضي إضافة إلى التعليم التقليدي الذي يتطلب الحضور الجسدي، إذ سيكون متطلب الحضور 25 في المئة لكل مقرر دراسي، إضافة إلى أنه سيكون هناك حضور تزامني من خلال الفصول الافتراضية، وهذا بدوره سيحقق التفاعل بين المعلم وطلابه من جهة وبين الطلبة في ما بينهم من جهة أخرى. كيف رؤيتكم للجودة التعليمية التي ستقدمها الجامعة الإلكترونية في المجتمع، ومن هم الطلاب الذين سيتم استهدافهم؟ سيكون الموظفون في القطاعين العام والخاص من ضمن الفئة المستهدفة للجامعة السعودية الالكترونية من خلال انخراطهم في برامج البكالوريوس والماجستير النوعية التي تقدمها الجامعة، وهم بذلك سيجمعون بين الخبرة الميدانية وأحدث المعارف في التخصصات المختلفة، مما يعود بالنفع عليهم وعلى مؤسساتهم وشركاتهم التي ينتمون لها، إضافة إلى ذلك سيكون هناك برامج دبلومات نوعية مراعية لسوق العمل ستقدم متى ما ظهرت إليها الحاجة، وكذا بعض الدبلومات التي تخدم تعليم اللغة العربية والعمل على نشرها في جميع أنحاء العالم. اختارت الجامعة الالكترونية السعودية ثلاثة تخصصات عند افتتاحها، على ماذا تم هذا الاختيار؟ الحقيقة تم تحديد كليات الجامعة الثلاث وتخصصاتها وهي: كلية العلوم الإدارية والمالية، وتضم: قسم إدارة الأعمال، قسم المالية، قسم المحاسبة، قسم التجارة الإلكترونية. وكذلك كلية الحوسبة والمعلوماتية، والتي تضم: قسم علوم الحادسب، قسم تقنية المعلومات، قسم الحوسبة المعلوماتية، إضافة إلى كلية العلوم الصحية، وتضم: قسم المعلوماتية الصحية، وقسم الصحة العامة. وهذه التخصصات تم اختيارها بناء على حاجات سوق العمل، وسد فجوة العمل بين العمالة الوطنية والوافدة والتي تبلغ معدلات عالية، وهي تخصصات حيوية ستقدم بطريقة تقنية وبمعدلات جودة عالمية.