أوضحت الباحثة نسرين الرديني من خلال ورقتها عن «التخطيط التكاملي بين المؤسسات الدعوية» أهمية الدعوة وقالت: «الدعوة ليست عملاً ارتجالياً، إنما هي فكر وبرنامج متكامل، وهي ليست مجرد مجموعة أساليب أو وسائل، ولا حتى عمل موقت، بل تتضمن التخطيط والأهداف والاستراتيجيات والأساليب والوسائل والمحتوى والجمهور، والمتطلبات المادية والفنية والبشرية، وتتضمن في الوقت نفسه المتابعة والتقويم الفوري والآجل لكل أنشطتها، سواء أكانت على مستوى الداعية الفرد أم على مستوى المؤسسات الدعوية أم من خلال التكامل بين هذه المؤسسات ومؤسسات المجتمع الأخرى». وذكّرت الرديني بأهمية مميزات التخطيط للمؤسسات والمشاريع الدعوية، وقالت: «يمكن أن نبرز أهم ما يمكن أن يسهم به التخطيط للنهوض بالأعمال الدعوية والارتقاء بها حتى تحقق أهدافها - بإذن الله تعالى- ثم بجهود الدعاة الصادقين المخلصين، وأبرز هذه الإيجابيات هي: 1- أن التخطيط يحدد أهداف الدعاة وغايات البرامج والمشاريع الدعوية، كما يفيد في حسن الأداء أثناء التنفيذ والتقويم الدقيق بعد ذلك. 2- يساعد التخطيط في اختيار طرق الدعوة المناسبة والملائمة لكل داعية بحسب قدراته وإمكاناته المتوافقة مع طبيعة البرنامج والأهداف المرسومة له. 3- يجعل من السهل التوقع لمعوقات البرنامج الدعوي التي قد يفاجأ بها الداعية أثناء أو قبل تنفيذ البرنامج، ويتم هذا بالاستفادة من المعلومات والبيانات التي يجمعها واضع الخطة الدعوية، ما يجعله يضع الحلول والبدائل». وأكدت نسرين الرديني أن منهجية التخطيط لنشر الدعوة هي دوماً بحاجة إلى مراجعات وإلى إضافات يفرضها واقع العصر الذي كثرت متغيراته الإعلامية والاقتصادية والتقنية والاجتماعية والقانونية، وما كان بالأمس من الوسائل والطرائق صالحاً قد يكون غير مجدٍ اليوم، فقد تعددت صور الفساد وأصبح أهل الشر والزيغ يبتكرون في طرائق الترويج لمنكراتهم، بل ويقدمون الدراسات التي تعزز من إمكاناتهم في التوسع والتمدد الفكري قبل التمدد الجغرافي، وإذا كان الأمر كذلك فالواجب على المهتمين بالدعوة أن يعتنوا بالتخطيط التكاملي بين المؤسسات الدعوية ليتمكنوا بإذن الله من مواجهة التحديات واستثمارها وتحويلها إلى فرص تخدم الدعوة والله على ذلك قدير.