أوضحت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كاترين براغ، أن الوضع الإنساني المتدهور في اليمن «ليس ناجماً فقط عن الصراعات الجارية في شمال البلاد وجنوبها، بل يمثل مشكلة إنسانية في المقام الأول». وأشارت براغ في تصريحات على هامش زيارتها صنعاء حالياً، إلى أن نصف سكان اليمن «يعانون من انعدام الأمن الغذائي»، معلنة أن تمويل خطة اليمن للاستجابة الإنسانية «تحتاج إلى 447 مليون دولار، ولم تُموّل حالياً بسوى نحو 63 مليون دولار». وذكرت براغ، أن زيارتها اليمن «تستهدف فهماً أفضل لطبيعة تنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية لهذه السنة ومستوى تمويلها»، لافتة إلى «إعدادها مطلع هذه السنة كجزء من الاستجابة الإنسانية، وسنراجعها بعد أسابيع قليلة وإطلاق المناشدة الخاصة بالمساعدة الإنسانية لدعمها». وأشارت إلى أن برنامج الغذاء العالمي «نفذ مسحاً للأمن الغذائي في اليمن ووجد أرقاماً منذرة بالخطر تتعلق بالأمن الغذائي في مناطق يمنية كثيرة، إذ تدنّت مستويات التغذية إلى وضع خطر ومقلق». وكشفت أن «مستويات انعدام الأمن الغذائي الشديدة في اليمن كانت تشير قبل عامين إلى معاناة نحو 3 ملايين شخص منه في شكل حاد، ووصل هذا الرقم الآن إلى خمسة ملايين شخص ما يعني أن نحو 22 في المئة من السكان يعانون من ذلك، ونحو نصفهم من انعدام الأمن الغذائي عموماً». إلى ذلك، وقع اليمن اتفاقاً مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي يقدم بموجبه الصندوق منحة تمويل بقيمة 65 مليون دولار. وأوضح مصدر في وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية أن المنحة ستكرس للمساهمة في تمويل مشروع توليد الكهرباء بالرياح في مديرية المخاء بقدرة 60 ميغاوات لدعم قدرات توليد الطاقة في اليمن. وأضاف المصدر أن اليمن، وقع أيضاً مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية اتفاق منحة مقدمة من أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح بمبلغ 6 ملايين دولار لدعم «برنامج الحياة الكريمة لمساعدة الدول الإسلامية في جهودها الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي وتأمين الحق الأساسي لشعوبها في الغذاء». وتهدف المنحة الكويتية إلى تمويل المشاريع الصغيرة في مجال إنتاج الغذاء وتوفير الخدمات المساندة له، في إطار تحقيق الأهداف الرئيسة المتمثلة في مكافحة الفقر، وتحسين الظروف المعيشية للفئات الفقيرة من المجتمع، ومكافحة البطالة عبر إيجاد فرص عمل دائمة وموقتة، ودعم قدرات الشركاء المحليين في التنمية.