(ا ف ب) - اكد اندرس بيرينغ بريفيك الجمعة الذي يحاكم لقتله 77 شخصا في العام الفائت في النروج انه شخص "ظريف جدا" لكنه اضطر الى كبت عواطفه اعتبارا من 2006 كي يتمكن من تنفيذ الهجمات. وقال بريفيك في اليوم الخامس من محاكمته "أنا شخص ظريف جدا في الاوقات العادية". لكنه اضاف انه اضطر الى كبت عواطفه ولا سيما بممارسة التأمل وقطع علاقاته الاجتماعية عام 2006 استعدادا للهجومين. وتحت مراقبة الخبراء النفسيين الرسميين الجالسين امامه، برر كلامه "التقني" البارد جدا بحاجته الى "أخذ مسافة" من اعماله كي يتمكن من الادلاء بشهادته، فيما شكل الاستماع اليه معاناة لاهالي الضحايا الذين اعتبرهم "اهدافا مشروعة". وقال "لو كنت استخدم لغة عادية لما كنت قادرا على شرح كل شيء". في 22 تموز/يوليو 2011 فتح بريفيك النار على مئات الشباب من حزب العمال في اثناء مخيم صيفي ينظمونه على جزيرة اوتويا فقتل 69 شخصا اغلبهم من المراهقين. وكان فجر قنبلة قبيل ذلك قرب مقر الحكومة النروجية في وسط اوسلو ادت الى مقتل ثمانية اشخاص. واقر بريفيك بالاحداث لكنه يرفض الاعتراف بالذنب مؤكدا انه يشن حربا على "النخب" التي تجيز "أسلمة" اوروبا. وقال ردا على اسئلة محامي الدفاع "انها اعمال مروعة، اعمال همجية. لا يمكنني ان اتخيل كيف يعيشها الآخرون". لكنه اوضح انه كان مقررا ان ينفذ "عملية انتحارية" لاعتقاده انه سيموت في 22 تموز/يوليو، بعد ان استنفد "جميع الوسائل السلمية" للترويج لقضيته القومية التي اصطدمت بحسبه "برقابة" وسائل الاعلام التي تحبذ التعددية الثقافية. وقال بريفيك ان وسائل الاعلام الاوروبية فرضت رقابة منتظمة على الايديولوجيات القومية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فيما باتت المدرسة "معسكر تلقين عقائدي" يعمل لصالح "الماركسية الثقافية". واعتبر ان حزب العمال الاكثر نفوذا في النروج ما بعد الحرب قرر بدعم من الاتحاد السوفياتي "اجراء ثورة شيوعية في المدارس النروجية". وقال "فجأة بات على الفتيان العمل في الحياكة والتطريز والطبخ وبدأت الفتيات ممارسة النجارة". واكد اليميني المتطرف البالغ 33 عاما انه لجأ الى "آلية دفاعية" كي يتمكن من تنفيذ هجومه فعمد الى "تجريد (الضحايا) من انسانيتهم" من خلال قيامه طوال سنوات بتدريب نفسه على هذه الفكرة. واوضح "ينبغي تجريد العدو من انسانيته (...) لو لم أفعل ذلك لما كنت نجحت" في تنفيذ الهجوم. كما قال "انا ضد العنصرية" ردا على سؤال لمحاميه حول هذه النقطة موضحا ان "العنصرية المناهضة لاوروبا" في وسائل الاعلام تثير حنقه. ردا على سؤال محامية الادعاء المدني حول غياب تأثره العاطفي الظاهر قال "انا لست مريضا نفسيا، انا مسؤول جزائيا". وترتدي مسألة صحة بريفيك العقلية اهمية مركزية في المحاكمة التي تستغرق 10 اسابيع، حيث اعتبر غير مسؤول جزائيا في تقرير نفسي اول الامر الذي نقضه تقرير خبراء ثان. وفي حال البت بعدم مسؤوليته جزائيا فقد يسجن في مصح نفسي لمدى الحياة. اما في حال الحكم بمسؤوليته فقد ينال عقوبة بالسجن 21 عاما يمكن تمديدها طالما يتم اعتباره شخصا خطيرا.