نفذت الهيئة العامة للسياحة والآثار 15 دورة في عدد من مناطق المملكة، بمشاركة أكثر من 400 شخص ضمن برنامج «لا يطيح»، من أجل تمكين المجتمعات المحلية من تأهيل مباني التراث العمراني والبناء بالمواد التقليدية، وتحويلها من مبان آيلة للسقوط إلى آيلة للنمو وقابلة للاستثمار وموفرة لفرص العمل. ولقي البرنامج تفاعلاً وإقبالاً كبيراً من الشباب وكبار السن على حد سواء الذين أبدوا رغبتهم في تعلم البناء بالطين والمواد التقليدية في البلدات والقرى التراثية في مناطقهم، وتتضمن هذه الدورات أربعة محاور رئيسية شملت التعريف بالتراث العمراني، ودور الهيئة العامة للسياحة والآثار، والتعريف بمواد البناء التقليدية وعناصر المبنى التراثي، وإدارة وتشغيل المواقع التراثية، والتدريب العملي والميداني لأساسيات وعناصر البناء التقليدي، مستهدفةً الشباب من أهالي كل منطقة وكبار السن والمقاولين والمكاتب الهندسية، التي تعمل في مجال البناء التراثي والمهتمين بالتراث العمراني. كما سعت هذه الدورات إلى تمكين المجتمعات المحلية من تبني مفهوم حماية التراث العمراني وتنميته بشكل مستدام، ونشر الوعي بالتراث العمراني، بما يعزز من انتماء الشباب لتراثهم وتاريخهم، وإيجاد فرص عمل للشباب في مجال البناء التقليدي، ولفت النظر لإمكان الاستثمار في إنتاج مواد البناء وتجهيزها واستغلال المصادر الطبيعية المتوافرة بالمنطقة، إضافة إلى إيجاد فرص للمهتمين بالتراث وحصولهم على دورات تخصصية مستقبلاً، وتأهيل مواقع التراث العمراني وتشغيلها واستثمارها. وكان القائمون على هذه الدورات رصدوا عدداً من الإيجابيات لدى المتدربين، من خلال إيصال رسالة الهيئة إلى المجتمع المحلي في معرفة التراث العمراني والمحافظة عليه من الاندثار والفرص التي يمكن توفيرها، من خلال إعادة وتشغيل القرى وما يترتب على ذلك من إيجاد فرص عمل لأهالي كل قرية، والدور الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار للمحافظة على التراث العمراني، إلى جانب إيجاد علاقة بين المقاولين والمهتمين بالبناء التراثي من الشباب وكبار السن، والتعرف على الطاقات الكامنة من الشباب وكبار السن، التي يمكن استثمارها في مجال مقاولات البناء بالمواد التقليدية. كما أسهمت هذه الدورات في نقل خبرات كبار السن من الأهالي إلى الشباب في ما يتعلق بالبناء التراثي والتعرف على المقاولين والمهتمين بالبناء التراثي في المناطق، وإطلاع المجتمعات المحلية على التجارب المختلفة في المناطق لغايات تأسيس جمعيات تعاونية تسهل الاتصال مع جميع الشركاء لدعم تنفيذ مشاريع التنمية والتطوير في مناطقهم، وكذلك التعرف على الإمكانات المادية والبشرية المتوافرة في المناطق وإمكان توظيفها وتشغيلها سياحياً. وبحسب مصدر من القائمين على التدريب، فإن هذه الدورات مكنت الطلبة والمشاركين من التعرف على مفهوم العمل السياحي، وأهمية التعاون في حماية وتطوير وتشغل المواقع السياحية ومساهمتها في توفير فرص العمل للشباب وبشكل مستدام، فضلاً عن التفاعل الكبير للمجتمع المحلي من خلال مشاركة محافظي الغاط والزلفي والمذنب ووكيل إمارة جازان ومديري المكاتب في كثير من المناطق في هذه الدورات.