هددت إيران للمرة الأولى باستخدام القوة العسكرية ضد دولة الامارات العربية المتحدة، في اطار التوتر الذي يسود العلاقات بين البلدين بعد زيارة قام بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى جزيرة ابو موسى الإماراتية المحتلة. وقال قائد القوات البرية الايرانية الجنرال أحمد رضا بوردستان ان «القوات المسلحة مستعدة لاستعراض اقتدار النظام الاسلامي، اذا لم تثن الطرق الديبلوماسية المزاعم في شأن جزيرة ابو موسى». واضاف بوردستان في خطاب لمناسبة يوم الجيش امام ممثلي الملحقيات العسكرية الاجنبية في طهران: «هذه الجزر ومنذ القدم كانت ولا تزال تابعة لإيران، والجمهورية الاسلامية الايرانية ايضا تدافع عن حقها هذا بحزم وقوة». وأردف: «لن نسمح لأي بلد بأن يطمع بأدنى جزء من ترابنا، واذا لم يتم حل هذا الموضوع والتصدي لهذه المشاكسات عبر القنوات الديبلوماسية، فإن القوات المسلحة مستعدة لاستعراض اقتدار نظامنا امام الدولة المعتدية». واعتبر الجنرال الايراني انه «في ظروف التهديد والترهيب التي تسود العالم، تملك الجمهورية الاسلامية الايرانية امكانات هائلة ومؤثرة للدفاع عن نفسها». وقال ان بلاده «تمتلك مئات المنصات القاذفة للصواريخ على المستويات التكتيكية والعملانية والاستراتيجية، وفرقاً من قوات النخبة المدربة تدريباً عالياً في المجالات البرية والجوية والبحرية، اضافة الى الدفاعات الجوية المزودة بأحدث الاسلحة واكثرها فاعلية». واكد ان «كوادرنا المضحية والشجاعة الى جانب قوات التعبئة البالغ عددها 30 مليوناً من القوة الشعبية على اتم الجهوزية للدفاع عن اهداف النظام الاسلامي المقدس»، مشدداً في الوقت نفسه على ان ايران «انما لن تستخدم هذه القوة العسكرية سوى من اجل الدفاع واهداف الردع»، وانها «انطلاقاً من عقيدتها الدينية والثقافية الاسلامية تعتبر الشعوب والدول الاسلامية والعربية في المنطقة اخوة لها في الايمان والثقافة». واعتبر بوردستان ان «التجربة التاريخية على مدى العقود الماضية اثبتت ان مشكلات منطقة الشرق الاوسط تأتي من الخارج وتفرض عليها بفعل القوى الاجنبية». واضاف: «السياسات الاميركية الاحادية وتدخل اميركا في الشؤون الداخلية لمختلف مناطق العالم، وبينها نصب الدرع الصاروخية في الدول الاسلامية، اصبحت مصدراً للأزمات». ورأى ان «المزاعم الاميركية الواهية بشأن الخطر الصاروخي الوهمي لبعض البلدان، مثل ايران وكوريا الشمالية، تحولت ذريعة للتواجد العسكري الاميركي في العديد من مناطق العالم، من خلال نصب الدرع الصاروخية. وهذه الخطة رفضت من الدول الحرة في المنطقة، وبينها الصين وروسيا». وزاد: «هناك معلومات موثقة تؤكد ان اميركا وحلفاءها يعملون وبشكل واسع بهدف ضرب استقرار المنطقة». من جهته، اعتبر الناطق باسم «لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية» في مجلس الشورى الايراني النائب كاظم جلالي ان «الجزر الثلاث (ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) جزء لا يتجزأ من التراب الايراني، وابداء أي وجهة نظر حول زيارة رئيس الجمهورية الى جزيرة ابو موسى هو تدخل في شؤون ايران الداخلية». وقال جلالي: «الجزر الثلاث جزء من اراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية. والمسؤولون الايرانيون، بمن فيهم رئيس الجمهورية، يمكنهم زيارة اي منطقة في البلاد». واضاف: «على الدول المجاورة عدم اثارة القضايا الخلافية والمثيرة للتوتر، اذ يمكن ان تؤدي الى نتائج سيئة في المنطقة. على الدول الاهتمام اكثر بالقرارات الجماعية، من اجل احلال الامن الاقليمي من خلال التعاون في ما بينها، وعدم فسح المجال للدول الاجنبية لاستغلال الاوضاع». وفي نيويورك، وزعت البعثة الايرانية لدى الاممالمتحدة رسالة على وسائل الاعلام اكدت فيها ان «الجزر الثلاث كانت وستبقى ايرانية». وشددت الرسالة التي جاءت رداً على رسالة احتجاج اماراتية الى المنظمة الدولية ان طهران «ترفض اي زعم ينال من سيادتها على أراضيها».