من الطبيعي أن نجد سلبيات في أي عمل، فالتخطيط عندما يكون على الورق يختلف عند العمل على الأرض إذ تظهر بعض الأخطاء البسيطة أحياناً، والكبيرة أحياناً أخرى، إذا كان التخطيط غير سليم، أو لم يكن هناك تخطيط في الأصل. بنظرة محايدة، ومن خلال استعراض الذكريات، والاحداث على مدى السنين الماضية، ومن دون درس فعلي، نجد أن هناك تطوراً كبيراً في الرياضة السعودية، وكل ما يحيط بها، لكننا نجد أيضاً أن هناك أخطاء نشأت واستمر بعضها للأسف، والأسباب كثيرة ومختلفة، فلا يمكن أن يتم حصر المشكلات بمقال واحد، لأن هذه الأمور تحتاج سرد وشرح طويل، وأيضاً تحتاج متخصصين يستطيعون تقويم الأمور باحترافية أكبر. أحياناً تحدث بعض الأمور التي يصعب السكوت عنها، ومنها المضحك المبكي، ومنها الخطير، الذي يستدعي أن نلفت الانتباه له بحكم محبتنا لرياضتنا واهتمامنا بها. في الجولات الاخيرة لدوري المحترفين حدث أمر غريب جداً، وله دلالات مختلفة، إذ ظهر رئيس لجنة الحكام عمر المهنا ممسكاً بأكثر من «هاتف»، ويحدد وقت انطلاق المباريات، وهذا مشهد غريب، ولا اعلم بصراحة إلى الآن ما هو المقصود من هذا التصرف، واعتقد بأنني لا يمكن أن اقتنع بهذا التصرف تحت أي ظرف، فإذا كان المقصود هو التأكد من انطلاق المباريات في وقت واحد، فكان بإمكان اللجنة المحترمة معالجة الأمر بطرق متعارف عليها عالمياً، تتماشى مع التطور الذي تعيشه كرة القدم عالمياً، أو حتى بطرق بديهية، مثل توحيد التوقيت بدقة في ساعات الحكام، وهذا يفي بالغرض، لكن ليست هذه هي المشكلات. المشكلات الحقيقية، هي تعاطي الإخوان في لجنة الحكام مع عملية التطوير، فتصرف مثل هذا يعني أن اللجنة تؤمن بالاختراع والاجتهاد، وهذا خطأ وخطر كبير، فما الذي يمنع لجاننا الموقرة من الاستفادة من تجارب من سبقونا، ومن أين لهم هذه الثقة الكبيرة في اختراعاتهم وعلى أي أساس يحولون الدوري السعودي لمختبر تجارب؟ «جوالات» رئيس اللجنة ليست المشكلات، فرياضتنا ليست غريبة على «الجوالات»، ولكن مشكلاتنا أننا ما زلنا نبحث عن التطور، ونسلك طريق الاجتهاد والاختراع، وهذا الطريق لن يوصلنا إلى أهدافنا.