أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حزمة عقوبات جديدة على المنشآت المالية والصناعية الروسية، بعد إعلان الإتحاد الأوروبي أيضاً عن عقوبات طالت لأول مرة رجال أعمال مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضح وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن "أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خيار يتعلق بقدرته على التأثير على الانفصاليين" في أوكرانيا، مضيفاً أن "الرئيس بوتين يمكن ان يصنع فرقاً هائلاً في هذا الوضع اذا اختار، ونحن وشركاؤنا الأوروبيون سنتخذ إجراءات إضافية ونفرض عقوبات أوسع على قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي، اذا اضطررنا". من جهته، فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات تتمثل بحظر السفر وتجميد أصول أربع شركات وأربعة رجال أعمال مقربين من الرئيس الروسي. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في بيان صحافي بعد إعلان العقوبات الأوروبية إن "قرار اليوم لا يمكن تجنبه"، مضيفة أن "قادة الاتحاد الأوروبي حذروا موسكو مراراً من أن ضم شبه جزيرة القرم، واستمرار زعزعة استقرار شرق أوكرانيا، أمران مرفوضان". وتستهدف العقوبات "رجال أعمال وشركات تدعم أو تستفيد من تحركات صانعي القرار الروس" في أوكرانيا، وفق ما ذكر مسؤول في الاتحاد الأوروبي. وسبق للاتحاد الأوروبي أن فرض عقوبات على أعضاء من الدائرة المقربة لبوتين، بينهم نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين، ولكن بموجب القرار الجديد، ستكون هذه المرة الأولى التي تستهدف العقوبات رجال أعمال مقربين من الرئيس. وباشر سفراء الاتحاد الأوروبي السبت بتطبيق المرحلة الثانية من العقوبات بحق 15 فرداً و18 شركة روسية، بينهم رؤساء أجهزة الاستخبارات الروسية. وفي إطار ردود الفعل الروسية على العقوبات الأوروبية - الأميركية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الإثنين، أن موسكو لن ترد بالمثل أو تتصرف بهستيرية للرد على العقوبات"، التي فُرضت على بلاده بسبب الأزمة الأوكرانية. وشدد قائلاً "لا نستعد للتحرك على أساس مبدأ العين بالعين والسن بالسن، نريد أن نتعامل مع الموقف بهدوء، التصرف بهستيرية والرد على الضربة بضربة لا يليق بدولة كبرى". وتسارعت وتيرة العقوبات بعد سقوط الطائرة الماليزية بصاروخ، يشتبه أنه اطلق من الأراضي التي سيطر عليها الإنفصاليون جنوبأوكرانيا، والتي صنفتها الأممالمتحدة على أنها "جريمة حرب"، بالإضافة الى تزايد أعمال العنف في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين. ونددت الأممالمتحدة في وقت سابق، بقيام الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا باستخدام أسلحة ثقيلة في مناطق مأهولة، في تقرير أشار الى سقوط أكثر من 1100 قتيلا في المعارك شرق البلاد منذ أواسط نيسان (أبريل)، الأمر الذي اعتبره الجانب الروسي "مشوهاً للحقائق، وينم عن نفاق".