سرد المعارض السلفي السوري محمد عيد جاد الله العباسي ل«الحياة»، في أول مقابلة صحافية تجرى معه، معاناة 13 عاماً في سجني المزة وتدمر بقرار من نظام آل الأسد في سورية، تضمنت مشاهد تعذيب يومي وضرباً وإهانة وتعايشاً مع الجرذان وطعام قذر وروائح كريهة ومنعاً من الصلاة والصيام والتلاوة. ولم يسمح له خلال تلك الأعوام وراء القضبان بزيارة عائلية سوى مرة وحيدة، بعد وساطات على أرفع مستوى خارجي. وأكد العباسي ل«الحياة» أن الثورة السورية هي من أجل الحرية وليست من أجل إقامة دولة إسلامية. وندد بالدعم الذي تقدمه إيران والعراق و«حزب الله» اللبناني لنظام بشار الأسد، معتبراً أن ما يجمع بينهم هو المذهبية والطائفية وحسب. وأوضح أن شدة التعذيب وطول مدة عزله في الزنزانة الانفرادية في سجون الأسد دفعته إلى اليأس والتفكير، ذات مرة، في الإقدام على الانتحار. وأكد وحدة موقف أهل السنة بسورية في مناصرة الثورة السورية. وانتقد جماعة الإخوان المسلمين في بلاده على الميل إلى «التساهل والتنازل». وشدد على أن السوريين مجمعون على إسقاط النظام السوري، على رغم الخلافات بينهم، وعلى إقامة دولة ديموقراطية تعددية. وأكد العباسي الذي أكد عمق صلاته بالشيخ ناصر الألباني أن الأيدي ممدودة للسوريين من الطوائف الأخرى، وقال: «صحيح أننا نختلف في العقيدة، لكننا نعيش في وطن واحد، كل يحترم عقيدة الآخر، ولكن المد الرافضي لا يريد أن يعيش في سلام، بل يريد أن يحتلْ». ورأى أن انتزاع الاعترافات من أفراد الجيش النظامي السوري «إذا اقتضى بعض التعذيب، فلا بأس به». وقال إن هناك 17 فرعاً للمخابرات في سورية. المعارض السوري السلفي العباسي ل«الحياة»: التعذيب في سجون الأسد يشمل المنع من الصلاة والتلاوة والصيام! سيرة ذاتية...