خيّر تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور في تونس أمس، قوات الأمن والجيش بين «عقد صلح أو منطق القوة والحرب»، متعهداً بالثأر للقتلى والموقوفين لدى السلطات التونسية بتهم تتعلق بالإرهاب. واقترح «أنصار الشريعة» الذي يتزعمه القيادي الجهادي أبو عياض (الملقّب بسيف الله بن حسين) على السلطات التونسية عقد صلح بينه وبين الجيش وقوى الأمن، فيما شهدت الحدود الجنوبية المشتركة بين تونس وليبيا توافد آلاف الليبيين إثر احتدام الصراع في طرابلس بين ميليشيات إسلامية وميليشيات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. وتوجّه التنظيم المتشدد في بيان نُشر على موقعه الرسمي إلى قوى الأمن والجيش بالقول: «اختاروا، فإن كنتم تريدون السلام والصلح، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وإن اخترتم الحرب فأنتم وما أردتم، والثأر لشهدائنا وأسرانا باقٍ ما بقينا». وأضاف البيان أن «الأحداث التي شهدتها أرض القيروان (تونس) منذ شهر أيار (مايو) الماضي على أيدي الإخوة المجاهدين المتمركزين في الجبال هي خير برهان على أنكم لا تفهمون إلا منطق القوة ولا تسمعون إلا صوت الرصاص». وشهدت تونس أخيراً تصعيداً خطيراً من قبل المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي نفذت هجمات أسفرت عن مقتل عسكريين وأمنيين، أبرزها العملية التي قُتل جراءها 15 عسكرياً في 17 تموز (يوليو) الجاري. وألقت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للأمن والحرس الوطني (الدرك) القبض على عشرات المحسوبين على التيار السلفي الجهادي ووجهت إليهم تهماً تتعلق بدعم المجموعات المسلحة، كما اعتقلت «عناصر إرهابية خطرة» في محافظة سيدي بوزيد. في سياق آخر، شهد معبر «رأس الجدير» الحدودي بين تونس وليبيا (محافظة مدنين جنوب البلاد) توافد آلاف الليبيين وأفراد من جاليات أخرى في اتجاه تونس بعد تدهور الوضع الأمني في ليبيا. وأفادت مصادر أمنية على المعبر بأن عدد الوافدين يتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف خلال اليومين الماضيين. ومن بين الوافدين أعضاء بعثات ديبلوماسية وعاملين في شركات نفطية عالمية، إضافة إلى تونسيين وأفارقة، وتحتضن تونس منذ سقوط نظام القذافي حوالى مليون و 900 ألف ليبي. وحذر مراقبون من تأثير توافد عدد كبير من الليبيين إلى تونس على الوضع الداخلي التونسي، بخاصة مع إمكانية دخول «متشددين» تونسيين وأجانب.