أعلنت «مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة» عن إمكان خفض استهلاك الوقود محلياً بمعدل 200 ألف برميل نفط يومياً، عبر استخدام الطاقة الشمسية في محطات التحلية. وأوضح المستشار في المدينة ماهر عبد الله العودان، في تصريحات على هامش «مؤتمر تحلية المياه العاشر في البلدان العربية» الذي اختتم فعالياته أمس في الرياض واستمر أربعة أيام ونظمته وزارة المياه والكهرباء بالتعاون مع «المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة»، إن الاستهلاك الحالي للوقود لتحلية المياه يُعتبر عالياً إذا احتسب ضمن سعر البترول العالمي، وإن سعر البترول المحروق للتحلية يصل إلى نحو 57 هللة للمتر المكعب الواحد من المياه، فيما أن سعره عالمياً يصل إلى ثلاث دولارات، أي 11 ريالاً. وأضاف: يمكن من خلال استخدام الطاقة الشمسية توفير نحو عشرة ريالات من قيمة الوقود الأحفوري»، مشدداً على ضرورة أن يكون الخيار الاستراتيجي المستقبلي هو الطاقة البديلة وعدم استهلاك البترول كوقود، ومن الأفضل توجيهه إلى صناعات أخرى تعزز اقتصاد المملكة. ولفت إلى أن «المملكة وحاجتها للمياه ونموها السكاني والاقتصادي والصناعي يتطلب وجود مصادر لإنتاج المياه المحلاة بطريقة مستدامة من خلال تطوير الحلول المطروحة حالياً لجني ثمارها خلال السنين العشر المقبلة، مشيراً إلى أن من مهام مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وضع استراتيجيات الطاقة العامة وتطبيقات الطاقة المتجددة والذرية وأهمها في إنتاج المياه والكهرباء. وأكد على ضرورة البحث في عدم استخدام البترول للتحلية والكهرباء، بل كعنصر استراتيجي لاقتصاد المملكة والمحافظة عليه واستخدامه في الصناعات فيباع بأعلى كثيراً من قيمته الحالية. وعرض العودان ورقة عمل أجراها فريق من المدينة قارنت بين كلفة استخدام الطاقة الشمسية في التحلية الحرارية لمياه البحر واستخدام الوقود الأحفوري، وأظهرت أن المملكة تستهلك كميات كبيرة من الوقود المدعوم لإنتاج ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، إذ تعد السعودية الدولة الأولى في العالم في تحلية المياه، وهذه الكميات تزداد سنوياً مع النمو السكاني والصناعي ما يفرض تحدي توفير الكهرباء والمياه المحلاة للأجيال المقبلة. إلى ذلك أظهرت ورقة علمية عُرضت في المؤتمر أن استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه يواجه عدداً من المعوقات، أهمها الكلفة العالية والكفاءة المنخفضة في عمليات تحويل الطاقة الشمسية والأداء المختلف للمواد الأساس المستخدمة في أجهزة التحويل والتي تحد من استخدام هذه التكنولوجيا، وخصوصاً السيليكون المتعدد الكريستالات والسليكون غير البلوري ومواد الطلاء. وعرضت الورقة التي قدمها المهندس الأول في معهد أبحاث تحلية المياه المالحة في الجبيل خالد الشعيل معوقات تواجهها الطاقة البديلة، منها توافر النفط بكثرة وتفوقه على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة، إلى جانب الظروف الجوية القاسية في بعض المناطق والتي قد تقلل من الطاقة الشمسية ما بين 10 و20 في المئة. وأوصى الشعيل باتخاذ تدابير صارمة لمواكبة الوضع وتلبية الطلب المتزايد على المياه مع النمو السكاني وارتفاع مستوى المعيشة، عبر إيجاد طُرق بديلة لتحلية المياه، وإعادة النظر في بعض ممارسات الري الخاطئة التي لا تتوافق مع كمية المياه المتاحة في البلاد، كما أن استيراد الأعلاف وبعض الخضار المكشوفة يعتبر الحل الأكثر اقتصاداً والذي يمكن أن يوفر كميات كبيرة من المياه.