كشف مؤتمر "أروادكس 2012" والذي اختتم أعماله بالرياض أمس عن إمكانية خفض استهلاك الوقود المحلي إلى نحو 200 ألف برميل نفط يومياً، وذلك باستخدام الطاقة المتجددة (الشمسية). وقال الدكتور ماهر عبدالله العودان المستشار في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة على هامش فعاليات مؤتمر تحلية المياه العاشر في البلدان العربية والذي اختتمت فعالياته أمس، أن الاستهلاك الحالي من الوقود في تحيلة المياه يعتبر عالياً وكبيراً إذا احتسب ضمن سعر البترول العالمي الحالي، وأن سعر البترول المحروق حاليا في التحلية يصل إلى نحو 57 هللة للمتر المكعب الواحد فيما أن سعره عالميا يصل إلى 3 دولارات بما يعادل 11 ريالا. وبين العودان أنه يمكن من خلال استخدام الطاقة الشمسية في المياه المحلاة توفير نحو عشرة ريالات، مشددا على ضرورة أن يكون الخيار الاستراتيجي المستقبلي في الطاقة البديلة وعدم استهلاك البترول ك"وقود محروق"، وأنه من الأفضل توجه هذا المحروق إلى صناعات أخرى تزيد من اقتصاد المملكة. وتابع المستشار العودان أن المملكة واحتياجها للمياه ونموها السكاني والاقتصادي والصناعي يتطلب وجود مصادر لإنتاج المياه المحلاة بطريقة مستدامة من خلال تطوير الحلول المطروحة حاليا حتى يمكن أن نجني ثمارها خلال العشر أعوام القادمة، وعدم انتظار الحاجة الماسة مستقبلا، مشيرا إلى أن من مهام مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة هو وضع استراتيجيات الطاقة العامة في المملكة وتطبيقات الطاقة المتجددة والذرية وأهمها في إنتاج المياه والكهرباء. وأضاف العودان أنه يجب أن نفكر بعدم استخدام البترول كمادة للحرق في التحلية والكهرباء، بل يجب استخدام البترول كعنصر استراتيجي لاقتصاد المملكة والمحافظة عليه واستخدامه كمواد متقدمة في الصناعات فيباع بأعلى بكثير من قيمته الحالية. وخلال المؤتمر عرض العودان ورقة عمل عن فرص استخدام الطاقة الشمسية في التحلية الحرارية لمياه البحر، وهي نتائج دراسة قام بها فريق من مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وكانت الورقة عبارة عن دراسة مبدئية لتكلفة التحلية الحرارية لمياه البحر باستخدام الحرارة المركزة من الشمس مقارنة مع الوقود الأحفوري المستخدم حاليا. وأوضحت الورقة أن المملكة تستهلك كميات كبيرة من الوقود المدعوم لإنتاج ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يوميا، حيث تعد المملكة الدولة الأولى على مستوى العالم في تحلية المياه، علما أن هذه الكميات تزداد سنويا مع النمو السكاني والصناعي المتزايد في المملكة مما يفرض تحدي توفير الكهرباء والمياه المحلاة للأجيال القادمة. وبينت الورقة أن هناك الكثير من الطرق لتوظيف الطاقة الشمسية في تحلية المياه منها الطرق المباشرة كتبخير أحواض المياه بواسطة حرارة الشمس ثم تكثيف بخار الماء ولكن هذا الخيار يحتاج إلى مساحات كبيرة وينتج كميات قليلة نسبياً من المياه، الطرق غير المباشرة تتخذ مسارين إما استخدام الخلايا الشمسية (الكهروضوئية) لإنتاج الكهرباء اللازمة لتشغيل محطات التناضح العكسي وهذا هو ما يتم تطبيقه بمحطة الخفجي عن طريق مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع شركة آي بي إم، أما المسار الآخر يتم عن طريق توجيه حرارة الشمس المركزة المنتجة للبخار واستخدام هذا البخار لتشغيل محطات التقطير متعدد التأثير أو محطات التقطير الوميضي مع إمكانية إنتاج الكهرباء أيضا.