نظّم «المجلس الوطني للبحوث العلمية» في بيروت، ورشة عمل هدفها البحث عن سُبُل لنقل البحوث المتقدمة لطلاب الدراسات العليا في الجامعات اللبنانية، من الإطار النظري إلى الأسواق. وشارك في الورشة صناعيون ومسؤولون عن البحوث في الجامعات، وممثلون لمؤسسات مهتمة بالبحث العلمي، إضافة إلى مشاركة وزارة الاقتصاد اللبنانية عبر دائرة تسجيل براءات الاختراع. أوضح المستشار العلمي للمركز الدكتور حسن الشريف في لقاء مع «الحياة»، أن هدف الورشة «يتمثّل في عرض نماذج عن قدرة الجامعة على مساعدة الباحثين والطلاب والخريجين، كي تحوز بحوثهم قيمة اقتصادية، ما يشجع قطاعات الاقتصاد المختلفة على التعاون مع الجامعات، وإدخال نواتجها العلمية في نشاطها الاقتصادي». وأضاف الشريف الذي شارك في الورشة بمداخلة عنوانها «بناء شبكة نقل تكنولوجيا وطنية»، «أن البحوث التي نسعى لنقلها إلى التطبيق العملي تتعلق بمجالات مثل الإدارة والتسويق والإخراج الشكلي للمنتجات وغيرها. نركز على التكنولوجيا لأن فيها تطبيقات عملانية». وأوضح أن الورشة «اختارت تجربة الأردن للإطلاع عليها والاستفادة منها». وقال: «هناك سببان لهذا الأمر. يتعلّق أولهما بمشاركة «مركز التكنولوجيا الإقليمي» في «اسكوا» التابع للأمم المتحدة، ومقرّه «مدينة الحسن» في الأردن. ويتّصل الثاني بأن تجربة الأردن تعتبر متقدمة عربياً، إذ اتّبع الأردن طريقة عملية تمثّلت في تشجيع الصناعيين والجامعات على التعاون مع بعضهم بعضاً، كما أسّسوا صندوقاً لهذا الغرض». وفي السياق عينه، جاء حديث الدكتور أحمد شعلان رئيس «الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث» التي تعنى بإقامة مباريات علمية بين الطلاب الثانويين والمتوسطين والجامعيين. وأشار شعلان إلى أن الورشة «تنسج روابط بين مؤسسات البحوث في لبنان ونظيراتها دولياً». وأشار أيضاً إلى الدعم الذي تحتاجه «الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث» كي تعين الطلاب في بحوثهم، وتسوّق اختراعاتهم. التجربة الأردنية وألقى الدكتور خليل نجار مسؤول «المكتب المركزي لنقل الكنولوجيا في الأردن» محاضرة في الورشة، شرح فيها «النموذج الأردني» في إنشاء شبكة نقل التكنولوجيا وتسويق البحث العلمي، مُعدّداً إنجازات الشبكة والتحديات التي واجهتها، والطُرُق التي اتّبعتها في التصدي لهذه التحديات. كما تناول رغبة مراكز البحوث في لبنان والمؤسسات العلمية، في نقل هذه التجربة، خصوصاً العمل على إنشاء شبكة مماثلة لنقل التكنولوجيا. واقترح نجار إنشاء وحدة مركزية في «المجلس الوطني للبحوث العلمية» كي تتولى هذا الأمر، إضافة إلى الحصول على استشارات مناسبة بصدده، ونقل النماذج الناجحة في هذا الحقل. وشاركت الدكتورة فاديا حمدان من الجامعة الأميركية في بيروت، بمحاضرة استعرضت فيها تجربة الجامعة في نقل التكنولوجيا عبر مكتب متخصّص. وأوضحت أن هدف المكتب يتمثّل في مساعدة الإدارة على تشجيع الابتكار في الجامعة، وإيجاد مصادر لتمويل المبتكرين، وحماية الابتكارات. ولفتت حمدان إلى أن المكتب يعمل مع شركات كثيرة بهدف إيجاد تراخيص لهذه الابتكارات، ما يساهم في توجيهها نحو مجالات تطبيقية. واستعرضت ما يزيد على 18 بحثاً، سُجّلَت براءات اختراعها. وعبر برنامج «سكايب»، تحدثت يوميكو هامانو، من إدارة «المنظمة العالمية للملكية الفكرية» عن مبادرة التي اعتمدتها المنظمة منذ عام 2002 لدعم البحوث العلمية في الجامعات والمعاهد. واستعرضت سُبُل نقل الاكتشاف من المختبر إلى السوق. كما عرضت جهود المنظمة في حماية الاكتشافات العلمية وبراءات الاختراع، وآليات التعاقد مع الجامعات والباحثين لتنظيم حقوق النشر والملكية الفكرية.