بكين - رويترز، أ ف ب - أعلن «مصرف الشعب الصيني» (المصرف المركزي) أمس، ان هامش تقلب سعر صرف اليوان، الذي كان محدداً بنحو 0.5 في المئة في مقابل الدولار، سيصبح واحداً في المئة اعتباراً من غد. وقال محللون ان هذا التغيير يسمح بتقلب سعر الرينمينبي، أو «عملة الشعب»، الاسم الرسمي لليوان، حسب السوق، وإن كانت بكين تواصل التحكم بسعر عملتها. وبرّر «المركزي» قراره «بتطوّر سوق العملات في الصين والتعزيز التدريجي للقدرة على تحديد الأسعار وإدارة الأخطار في الأسواق». ويُحدّد «المركزي» سعر اليوان ويعلن عنه يومياً وليس تبعاً لقانون العرض والطلب كما يطبق على معظم عملات العالم. وأكدت الصين ان الهدف هو جعل العملة المحلية قابلة للصرف بالكامل ووضع نظام لأسعار الصرف يُتيح لها التقلّب بحرية. وقال خبير الاقتصاد في مؤسسة «بنك أوف أميركا-ميريل لينش» تينغ لو ان «حجم توسيع هامش تقلب سعر صرف العملة أكثر بقليل من توقعات الأسواق البالغة 0.7 في المئة»، مضيفاً ان «توسيع الهامش بنسبة يومية تبلغ واحداً في المئة يشكل مرحلة مهمة على طريق نظام منضبط لصرف العملة ومرتبط بسلة عملات في السوق». ويتهم عدد من الدول الشريكة للصين، وأبرزها الولاياتالمتحدة التي سجلت عام 2011 عجزاً تجارياً قياسياً مع الصين بلغ 295.5 بليون دولار، بكين بإبقاء قيمة عملتها منخفضة ما يتسبب بخلل في ميزان المبادلات، لكن الحكومة الصينية ترى ان القيود التي تفرضها الولاياتالمتحدة حالياً على تصدير منتجات إلى الصين تفسر ضخامة العجز التجاري الأميركي. واعتبر رئيس الوزراء وين جياباو في آذار (مارس) الماضي، ان سعر صرف اليوان الذي ارتفع 30 في المئة منذ العام 2005 مقارنة بالدولار «يكاد يكون متوازناً». وقال محللون ان توقيت الخطوة يبرز ثقة بكين في ان اليوان يقترب من مستوى التوازن وأن اقتصاد الصين، على رغم تباطؤ نموه، ما زال قوياً بما يكفي لاستيعاب إصلاحات هيكلية مهمة طال انتظارها. ومن شأن الخطوة ان تحسّن موقف الصين قبيل اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن هذا الأسبوع. ويرجَّح ان يكون تباطؤ الاقتصاد العالمي والذي قلص توقعات المستثمرين لارتفاع مطرد في اليوان مبعث ثقة لبكين للمضي قدماً في توسيع نطاق تقلب عملتها، وهي تعلم بأن توسيع النطاق لن يفضي بالضرورة إلى ارتفاع العملة. وقال دونغ شيان آن، أبرز الاقتصاديين لدى «بكين فرست» الاستشارية: «اختار المصرف المركزي توقيتاً مناسباً لتوسيع نطاق الداول. فتوقعات السوق لارتفاع اليوان تنحسر. وتبدد الخطوة جزئياً الشكوك في قدرة الصين على استيعاب هبوط هادئ لاقتصادها، وتكسِب خريطة الإصلاحات الصينية وضوحاً».