اعتاد «الشبابيون» تقريع خصومهم لهم بوصفهم من «أندية النفس القصير» وهو مصطلح متعارف عليه في الساحة الرياضية السعودية للأندية التي لم تنجح في تحقيق بطولة الدوري التي تمتد إلى 26 جولة بينما توفق في كسب بطولات خروج المغلوب ذات المدى التنافسي والزمني «الأقصر»، لكن أنصار فريق الشباب وجدوا في نجاح فريقهم في تصدر الدوري السعودي قبل مرحلة التوقف الإجبارية لمشاركة المنتخب السعودي الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 عزاء ورداً على مقولة «نادي النفس القصير». الشباب الذي بدأ استعداده باكراً بالتعاقد مع المدرب واللاعبين الأجانب بعد نهاية الموسم الماضي مباشرة وبتغييرات كبيرة، إذ انتدب البلجيكي ميشيل برودوم بدلاً عن المدير الفني المقال الأرجنتيني «إنزو هيكتور» الذي ودع النادي من دون أن يحقق أياً من ألقاب الموسم الرياضي، بينما تعاقد «شيخ الأندية» مع أفضل لاعبي آسيا الأوزبكي جباروف والغيني إبراهيما ياتارا إضافة إلى البرازيلي فرناندو ميغانزو، بعد الإبقاء على المدافع البرازيلي مارسيلو تفاريس. وعلى عكس كثير من الفرق المنافسة لم يشتك الشباب من غياب الانسجام بعد التغييرات، إذ نجح مع جولات الدوري الأولى في تحقيق الانتصارات فهزم في ثالث مبارياته حامل اللقب الهلال قبل أن يتصدر الدوري وسط منافسة أهلاوية. الشباب خسر صدارته مرتين قبل أن يعود للتربع عليها في الجولتين الأخيرتين، وهي المهمة الأصعب بحسب حارس الفريق وليد عبدالله الذي يقول ل «الحياة»: «قد تتصدر بسهولة أحياناً لكنك وما أن تخسر المركز الأول حتى تجد طريق العودة صعباً إليه. نجحنا في ذلك وبرأيي شعورنا بوعورة الطريق سيزيد من رغبتنا في التمسك بالصدارة». اللغة الإدارية الشبابية والظهور الإعلامي ركز وطوال منافسات الموسم على قدرة الفريق على كسب السباق وخطف اللقب، هذه الثقة انعكست على أداء «الليوث» داخل الملعب، فنجح الفريق في الخروج منتصراً من مباريات عدة بعد أن كان متأخراً في نتيجتها. هذا الحرص يبرره وليد عبدالله بالقول: «نعرف جيداً قيمة لقب الدوري والذي بات مطلبنا ومطب جماهيرنا بعد أن غبنا عنه كثيراً، وفي هذا الموسم تحديداً لا عذر لنا فكل الظروف تساعدنا على الفوز وسنسعى لذلك». العناصر الأجنبية في الفريق إلى جوار المحلية نجحت في صناعة الفارق بالنسبة إلى الشباب، إذ أثبت البرازيلي الجديد فرناندو ميغانزو أهميته في مركز المحور إلى جوار قائد الفريق أحمد عطيف واللاعب عمر الغامدي الذي عاد لتقديم مستويات مميزة في الموسم الحالي، فيما تجلت قيمة العنصر المحلي بعد تعاقد الإدارة مع البرازيلي الآخر جيرالد ويندل، فلاعب الوسط الذي عجز عن تحقيق النجاح مع فريق الاتحاد وتوهج سريعاً في الشباب ما يثبت قيمة لاعبي الفريق الأبيض في إبراز حضور نظرائهم.