شهد مهرجان الدمام المسرحي الذي اختتم أعماله أخيراً جدلاً ونقاشاً ساخناً. كما عبّر القائمون على مسرحية «كرسي الشعب» الكويتية، وهي المشاركة الخارجية الوحيدة في المهرجان عن تذمرهم من إمكانات مسرح جمعية الثقافة والفنون، الذي احتضن فعاليات المهرجان، فهي «أربكت طاقم العمل»، بحسب فهد المذن الذي طالب بتطوير مسرح العرض، «حتى يتسنى لبقية العروض أن تعمل وسط أجواء مريحة ومحفزة للعمل الذي تطمح إليه كل الفرق». وواجهت المشكلة الدائمة للمسرح السعودي العرض الكويتي، إذ اضطر المخرج عبدالعزيز النصار إلى «تغييب» المرأة من على خشب المسرح، واستعاض بذلك بدور مشابه للدور الذي تقوم به عبر تجسيده في شخصية شاب من الجنس الثالث يأتي للغرض نفسه، ليبيع جسده من أجل المال، ليضاف إلى بقية شخوص المسرحية التي أرادت أن تبين حال المجتمعات المتناقض التي تتاجر في الدين والفكر والفن استرضاء للكرسي. فيما واجهت مسرحية «الدود» لمسرح جمعية الثقافة والفنون في الرياض التي عرضت الأربعاء الماضي، نقداً لاذعاً من المسرحي نوح الجمعان، الذي لفت إلى أن المسرح السعودي «ما زال حتى الآن يجهل قواعد المسرح، لذلك علينا فهمها وإدراكها قبل الانتقال إلى التجريب». وبين استياءه من المسرحية التي قام على إخراجها ثلاثة مخرجين وقدمت في ثلاثة مشاهد، «فما شاهدناه لم يكن مسرحاً، ولكن إيماءات على الخشبة يؤديها الممثلون من دون وعي أو فهم لها». وفي خضم المداخلات الناقدة للمسرحية، فاجأ مؤلف المسرحية الدكتور راشد الشمراني بقوله إن المسرحية «هذا عرضها الثالث، وهي حتى الآن لم تكتمل بعد، وسيكتب لها نص». وكان رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور محمد الرصيص افتتح المهرجان الثلثاء الماضي، وشدد في كلمته على «أهمية المهرجان للعروض القصيرة»، متمنياً أن تصل عدواه «إلى بقية فروع الجمعية»، موضحاً أن دور الجمعية «هو تقديم ما لديها من إمكانات، ودعم الفعاليات المدروسة بعناية»، على حد قوله. فيما بين مدير المهرجان ناصر الظافر، أن المهرجان يهتم «بالكيف وليس الكم». وأن من ضمن أهدافهم «الحفاظ على البعد الخليجي في العروض المستضافة». يذكر أن المهرجان عرض ثماني مسرحيات، إضافة لمسرحيتي «كرسي الشعب» و«الدود». مسرحي سعودي يوصي بعدم تكريمه بعد موته