اختتم مهرجان المسرح العربي دورته العاشرة في القاهرة، بعدما قدّم عروضاً من الأردن والسعودية وتونس وليبيا وقطر والعراق الذي شارك بعرضين أحدهما عرض الختام «الملك والمقصلة»، بينما تنافس 13 عرضاً مصرياً على جوائز المهرجان. وشهد إعلان الجوائز ترقباً وصخباً، فحصلت على جائزة التمثيل الأولى الممثلة آية اليوكي عن مسرحية «باب الفتوح»، وأحمد الجوهري عن مسرحية «المايسترو» التي تستعرض قصة حياة الموسيقي بيتهوفن. وقال الجوهري بعد تسلمه الجائزة: «هناك فيلمان عن بيتهوفن، ولكنني لم أتأثر بهما كثيراً في أدائي، لأن المسرح يتطلب انفعالات وتقنيات مختلفة عن السينما، وحاولت قدر المستطاع الغوص في أعماق الموسيقي العبقري الذي كانت حياته مملوءة بالمشاكل». وذهبت جائزة أفضل مخرج لسنباطي محمد عن عرضه «30 فبراير»، وأفضل كاتب لشادي سعيد عن «المايسترو»، فيما حصل فادي فوكيه على جائزة أفضل سينوغرافيا عن «المولد». وفي مجال الموسيقى والغناء، فازت معدة الموسيقى مروة الصباحي عن «دم السواقي»، وهو عرض غنائي يركز على لحظة الموت في قصص الحب الشعبية مثل «حسن ونعيمة» و «شفيقة ومتولي». وقالت مروة: «زملائي في الفرقة يقولون إن الموسيقى التي وضعتها سواء للرقصات أو للدراما أعطت العمل روحاً، وكنت أعمل مع مهندس الصوت ومصمم الرقصات حتى وصلت إلى درجة التوافق التي ترضيني». وعرض في حفلة الختام رؤية درامية استعراضية مستوحاة من ألف ليلة وليلة تخللها رقص تنورة، إضافة إلى لقطات مصورة من مختلف العروض، كما تحدث في المناسبة أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة ورئيس الدورة، وعزيز خيون من العراق، وغنام غنام من الأردن. وأهدى الأخير درع تكريم إلى روح الممثل المصري صالح سعد، وهو ضحايا حريق مسرح بني سويف، ولاقت تلك اللفتة تصفيقاً وترحيباً شديداً من الجمهور المسرح. وترأس لجنة التحكيم محمود ياسين وإلى جانبه فاطمة الراكركر وحاتم الروبيعي من العراق، وراشد الورسان من السعودية، فرح أبو فاخر من ليبيا، وطفاء حمادي من لبنان، إضافة إلى الممثل المصري محمد أبو داود. وقال ياسين: «ما أثار إعجابي في المهرجان طاقة الشباب العاشق للمسرح، شاهدت عروضاً مبهرة، والحقيقة، لقد دهشت من مستوى فرق الهواة والقادمة من الأقاليم والمحفاظات». وأضاف: «بالطبع هناك عروض مستواها أقل، وهناك ما هو دون المستوى وهذا حال أي مهرجان». وأشاد بالعرض العراقي «سامي وسافل» مؤكداً أن أصحاب العرض فنانون مثقفون، يعرفون تماماً ما يريدون ويملكون الأدوات المسرحية اللازمة. الجمعية المصرية للهواة وصرح الناقد المسرحي عمرو دوارة أن «المهرجان يعد بوتقة لصهر هواة المسرح والتقائهم، وهم وقود هذا الفن وعدته ورهانه. ونحاول من خلال المهرجان توثيق الخبرات وتبادلها، كما يُنتج المهرجان مواهب واعدة سرعان ما تسطع في عالم المسرح والفن مثل عبلة كامل وخالد الصاوي». وتحدث عن دور الجمعية المصرية لهواة المسرح، فأشار الى أنها «أُسست قبل ثلاثين سنة، وصارت عضواً في الاتحاد العالمي للهواة عام 1982 وقدمنا 52 مهرجاناً منها مهرجانات متخصصة مثل الاستعراضي والضاحك والفصل الواحد والمونودراما، كما قدمنا دورتين من المسرح التجريبي عامي 1986 و1987، قبل أن تقتبس وزارة الثقافة الفكرة». وعن سلبيات المهرجان، نفى دوارة استبعاد العرض المسرحي «أنت لسه حر» من محافظة بورسعيد تخوفاً من حدوث صدام بين جمهور الفرقة وأعضائها ومشجعي النادي الأهلي الملاصق لمركز «الهناجر» الذي استضاف المهرجان. وقال: «تأخر العرض في التقدم للمهرجان، ولم يكن لدينا أي تعمد لاستبعاده». كما نفى أن يكون مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي حضره العديد من نجوم المسرح المصريين مثل محسنة توفيق وحسن حسني ولطفي لبيب، قد أثَّر سلباً على المهرجان على رغم عدم حضور الكثير من المكرمين مثل يسرا وهناء الشوربجي وشعبان حسين.