قال عقاريون إن جدة تشهد نشاطاً عقارياً كبيراً خلال الفترة الحالية، ويتم بناء العشرات من العمارات السكنية والمكتبية على كورنيشها البحري، مشيرين إلى أنه من المتوقع استثمار 40 بليون ريال في تشييد عقارات جديدة فيها خلال العامين المقبلين، لتلبية الطلب المتزايد على العقارات سواء المكتبية أو السكنية. وبحسب تعداد عام 2004 بلغ عدد سكان مدينة جدة 5.8 مليون نسمة، ما يجعلها أكبر مركز تجمع سكاني في المملكة، على طول العام، ولتلبية الطلب المتزايد على العقارات السكنية دشنت شركة إيوان العالمية للإسكان أخيراً مشروعاً شمال غربي محافظة جدة على مساحة تتجاوز 1.1 مليون متر مربع، وهو عبارة عن مشروع سكني متكامل الخدمات يخدم شريحة متوسطي الدخل، وتصل كلفته إلى 1.4 بليون ريال، وسيتم البدء في تنفيذه خلال النصف الثاني من هذا العام. ويشمل المشروع بناء 2500 وحدة سكنية مختلفة الأحجام والمساحات، ويضم كل الخدمات من مساجد ومرافق وناد رياضي ومجمع تجاري ومدارس ومراكز طبية، وسيتم تنفيذه خلال ثلاث سنوات. ويوضّح المتخصص في إدارة الاستثمار والصناديق العقارية عبدالرحمن المهيدب أن شمال جدة يعتبر حالياً من أكثر مناطق الجذب الاستثماري، من خلال توطين أكثر من 15 ألف وحدة سكنية موزعة بين أربع مطورين عقاريين، متوقعاً الإعلان عن أكبر مشروع سكني شمال جدة على مساحة أربعة ملايين متر مربع، قبل نهاية العام الحالي. وأضاف المهيدب أنه على رغم أن هذه المنطقة تضم عدداً من الوحدات السكنية من فئة المنازل الفاخرة، إلا أن هناك مشاريع سكنية أكبر تنتشر في حدود المدينة الجنوبية وما ورائها، وتشهد منطقة الكورنيش تطوير عدد من الأبراج السكنية المرتفعة مع نمو في المباني المكتبية بجوار مركز المدينة التجاري التقليدي، وعموما فقد أسهم التعديل في قانون مواصفات البناء في انتشار ظاهرة المباني المرتفعة في هذه المنطقة. وأكد أن جدة من أسرع المدن نمواً في المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى تنامي الطلب على الوحدات السكنية التي تتميز بمستويات عالية من الرقي والفخامة، كما تشهد جدة مرحلة انتقالية تجاه ناطحات السحاب والأبراج المرتفعة في شوارع وطرق محددة، وستظهر كمنتج مخطط محلي مميز، بعد أن كان يتم تحديد الارتفاعات خلال الفترة الماضية بنحو 12 طابقاً فقط. وأشار إلى أن المشاريع الفعلية التي يجري تنفيذها أو تصميمها حالياً في المملكة تعكس مدى تواصل الطفرة التي يشهدها قطاع التطوير العقاري فيها، وتشتمل هذه المشاريع على أهم 10 مشاريع عقارية عملاقة تبلغ كلفتها وحدها 200 بليون ريال، وتشمل إنشاء مدن حديثة على مساحات شاسعة كانت بالأمس القريب مجرد صحارى غير مأهولة. من جهته، أشار رئيس مجلس إدارة شركة «رأيك» العقارية فهد العجلان أن أمانة جدة رأت أن المدينة في حاجة إلى البناء على مخطط جديد والسماح بالبناء على ارتفاعات كبيرة على الشوارع والمحاور الرئيسية للمدينة، بسبب زيادة الطلب. وأضاف: «أنه وفقاً لتقديرات صادرة حديثاً، فإن حاجة السوق تقدر بنحو مليوني وحدة سكنية في السنوات العشر المقبلة، والرقم قابل للزيادة إذا علمنا أن السعودية تعد من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم بنسبة تصل إلى نحو 3 في المئة سنوياً، وهناك نحو 80 في المئة من السعوديين في حاجة إلى مساكن، وليست لديهم القدرة على شرائها بشكل مباشر، وهناك مجموعة من الأسباب التي تحول من دون تملكهم المساكن، منها متوسط دخل الفرد السعودي الذي يعد منخفضاً قياساً بارتفاع أسعار العقارات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات. أما الرئيس التنفيذي لشركة وجاهة العقارية سعدي الشمري، فأوضح أن التقارير كشفت أن قطاع العقار والبناء في المملكة يوافر واحدة من أكثر الفرص الاستثمارية جاذبية في المنطقة، مبيناً أن هناك ما يزيد على 285 مشروعاً عقارياً بقيمة 260 بليون دولار يجري تنفيذها او تصميمها في المملكة خلال الفترة الحالية. وأضاف، أن من أهم هذه المشاريع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بكلفة 93 بليون ريال، وتضم المدينة التي تقوم بتطويرها شركة إعمار المدينة الاقتصادية في جدة، عدداً من المناطق الرئيسية هى الميناء البحري، والمنطقة الصناعية، والجزيرة المالية، والمدينة التعليمية والطبية، إضافة إلى الأحياء السكنية. ويقدر خبراء التثمين والتطوير العمراني متوسط كلفة 200 ناطحة سحاب بما يترواح بين 150 إلى 200 بليون ريال، ويتراوح سعر الشقة الواحدة من 600 ألف إلى مليون ريال، ويبلغ متوسط سعر بناء المتر الواحد من هذه الناطحات ما بين 6 إلى 10 آلاف ريال.