اختتمت الفرقة الوطنية العراقية للفنون الشعبية أمسيات مسرح حصن الفليج بولاية بركاء في سلطنة عُمان بحفلة استثنائية امتلأت لها مدرجات المسرح، لا سيما من أبناء الجالية العراقية في السلطنة الذين تفاعلوا مع الأغنيات والرقصات منذ بداية الأمسية التراثية مع الشاعر صباح الهلالي، حتى اختتامها بالغناء المصحوب برقص فولكلوري من أرجاء العراق. وتحت شعار «النجوم تتوهج تحت النجوم»، أقيمت الأمسية على مسرح مفتوح مع خلفية الحصن وأشجار النخيل بعيداً من العمران، وقدمت خلالها 19 لوحة من التراث العراقي عكست بانوراما الفنون في بلاد ما بين النهرين. وتلا الهلالي، المعروف بظرافة شعره، قصائد غزلية وأخرى مهداة إلى عُمان، تبعتها دبكة رجالية ولوحة «الحوريات» ثم لوحة «الغنامة» المستوحاة من جلسات الشاي في العراق، إضافة إلى «عراضة الفرسان» ولوحة «الحسبجة» التراثية للرقص الغجري العراقي. كما قدمت الفرقة رقصة من تراث البصرة، وأخرى بغدادية ودبكة كردية أدّاها رجال ونساء. وتخلل الأمسية عزف على العود، منفرد وجماعي، من التراث الموسيقي العراقي، إضافة إلى السنطور وآلات شعبية أخرى، والناي المنفرد، ثم الطبلة التي تفاعل معها الحضور ومع أغنية «فرحنا يا أبو العود، صافي المقام العذب، بمسقط خليه يجود، يا مسقط يا روح العود. يا بصرة يا أم العود، يا بغداد أبو العود». يذكر أن الفرقة الوطنية العراقية للفنون الشعبية تأسست عام 1970، على يدي الفنان الراحل حقي الشبلي، وتعد واحدة من أهم فرق الفولكلور العراقي، ومن أعضائها عدنان عبدالوهاب الذي صدح صوته ب «المربعات البغدادية». ومن الفنانين الذين عملوا مع الفرقة في مراحل مختلفة، أمل خضير، وصلاح عبد الغفور وسعاد عبدالله، والراحل جبار عكار وسعد الأعظمي وغيرهم. وكان الموسم الثقافي لمسرح حصن الفليج، الذي تشرف عليه وزارة السياحة، بدأ في شباط (فبراير) الماضي بأمسية للفرقة السلطانية الأولى للموسيقى والفنون الشعبية، إضافة إلى حفلة من فولكلور جنوب بريطانيا، وأمسية غنائية موسيقية راقصة من تركيا أحيتها فرقة «مير». وأقيمت الأمسيات على مسرح حصن الفليج، فيما يخصص عرض آخر لجمهور محافظة ظفار على مسرح «المروج».