تفاعلت قضية استشهاد المصور التلفزيوني في محطة «الجديد»التلفزيونية اللبنانية علي شعبان في بيروت أمس، فدعا فرقاء سياسيون الى استدعاء السفير السوري في لبنان للاحتجاج على مقتل شعبان برصاص الجيش السوري، وصولاً الى دعوة البعض الى طرده من لبنان، فيما دعت قوى سياسية أخرى الى انتظار التحقيق في الجريمة. وبينما شيّع زملاء شعبان والإعلام اللبناني جثمانه أمس وسط مأتم مؤثر في بلدة ميفدون الجنوبية حيث حمل النعش على الأكف مسافة قرابة كيلومترين، روى زميل علي، المصور عبدالعظيم خياط، تفاصيل جديدة عن ملابسات الحادثة، فأكد أن عناصر الجيش السوري النظامي هم من قتلوا شعبان الذي كان يقود السيارة التي أقلته هو وخياط والمراسل حسين خريس، أثناء محاولته التراجع بها على حدود لبنان الشمالية مع سورية. وقال المصور خياط إن الجيش النظامي السوري واصل إطلاق الرصاص بعد إصابة شعبان واستمر في ذلك حتى على عناصر مخابرات الجيش اللبناني عند وصولهم الى الموقع الذي حصل فيه الحادث في منطقة وادي خالد في عكار، شمال لبنان. وتصاعدت مطالبة الجسم الإعلامي بتحييد العاملين فيه، وطالب نواب من المعارضة ومن الأكثرية بنشر الجيش اللبناني على كل الحدود في الشمال وحضر نواب من «حزب الله» وحركة «أمل» وحزب البعث مراسم تشييع شعبان، وكذلك ممثل الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الى جانب صاحب محطة «الجديد» تحسين خياط، إضافة الى ممثل عن رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي. ودعت كتلة «المستقبل» النيابية الحكومة الى استدعاء السفير السوري علي عبد الكريم علي وتوجيه احتجاج شديد اللهجة الى حكومته على جميع الممارسات المماثلة التي حصلت في المدة الأخيرة وسبق أن سقط ضحيتها عدد من المواطنين. وتجنب فرقاء في الأكثرية اتهام الجيش السوري بأنه أطلق النار على الزملاء الثلاثة في قناة «الجديد». وقال رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون رداً على سؤال عن اتهام المحطة الجيش السوري: «نستنكر الحادث وننتظر التحقيق بسرعة لمعرفة كل التفاصيل». كما كرر عون الدعوة الى انتظار التحقيق في محاولة اغتيال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد أن استنكرت كتلة «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة «فضيحة حجب حركة الاتصالات (الخليوية) عن الأجهزة الأمنية (للتحقيق في خيوط بعض الجرائم) بحجج واهية»، وطالبت مجلس الوزراء بوضع حد نهائي لهذا اللغط. ورأى المكتب السياسي لحزب الكتائب في حادثة استشهاد شعبان «رسالة إرهاب عابرة للحدود تفيد بأن القتل مسألة فيها نظر وأن العمل الإعلامي جريمة لا تغتفر»، ودعا الى الحكومة الى «التعامل بحزم مع السلطات السورية سياسياً وديبلوماسياً وقضائياً». وفي سياق آخر، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير خارجية بريطانيا ويليام هيغ مساء أمس في دارته في لندن وتناول البحث الأوضاع في لبنان والمنطقة، إضافة الى الملفات المرتبطة بالعلاقات الثنائية. كما تطرق البحث الى الوضع في جنوب لبنان والتعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، إضافة الى دعم بريطانيا الجيش وقوى الأمن الداخلي، حيث ستتم دعوة قائد الجيش لزيارة بريطانيا للبحث في حاجات المؤسسة العسكرية. وأفاد مكتب ميقاتي أنه في خلال اللقاء أبدى هيغ تقديره «للسياسة الحكيمة التي تعتمدها الحكومة اللبنانية مما ساعد في تعزيز الاستقرار في لبنان».