فتحت الانتخابات الرئاسية في مصر جبهة مواجهة بين التيار الإسلامي، خصوصا جماعة «الإخوان المسلمين» ومرشحها خيرت الشاطر، ونائب الرئيس السابق المرشح عمر سليمان. ودخل مرشحون آخرون على خط المواجهة باجتماع للتنسيق لمواجهة ترشح سليمان، فيما تحفظ الجيش عن مشروع قانون أقرته لجنة برلمانية أمس لمنع ترشح رموز النظام السابق، رغم نفي رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير حسين طنطاوي وجود مرشح للمؤسسة العسكرية. وطرح سليمان نفسه باعتباره «منقذاً» للبلاد من هيمنة «الإخوان» على المشهد السياسي. واتهم الجماعة وحركات إسلامية أخرى لم يسمها بالوقوف خلف «تهديدات بالقتل» قال أنه تلقاها عقب إعلان ترشحه. وقال، في مقابلة نشرتها ثلاث صحف محلية أمس، إن «الإخوان فقدوا الكثير من شعبيتهم وصدقيتهم في الشارع بعد مواقفهم السياسية الأخيرة». وأضاف: «أظن أن البلاد في حاجة الآن إلى رئيس قوي يعيد الاستقرار ويحمي الأمن». ونفى أن يكون مدفوعاً من المجلس العسكري للترشح. في المقابل، استنكر مرشح «الإخوان»، في أول ظهور إعلامي منذ ترشحه أمس، «إعادة إنتاج نظام مبارك» عبر ترشح سليمان. وهدد بأن تنزل الجماعة مع كل المصريين إلى الشارع في حال «سرقت الثورة». وقال إن ترشح سليمان يشكل «إهانة للثورة وعدم إدراك بأن تغييراً حدث... نرفض محاولة إعادة إنتاج النظام السياسي السابق في شكل معدل في شخص اللواء عمر سليمان». وأضاف أن «المسألة الأساسية هي سرقة الثورة. لو تمت أي محاولة لسرقة الثورة سننزل نحن أو غيرنا إلى الشارع... كلنا كمصريين ضحينا ليس كي يعود من كان نائباً للرئيس. الشعب مَشّى (أطاح) مبارك ومَشّى سليمان». واستنكرت أمس أكثر من 10 حركات وقوى ثورية، أبرزها «حركة شباب 6 أبريل»، ترشح سليمان. وأكدت في بيان مشترك «العزم على إسقاط نظام مبارك بكامل رموزه واستمرار الثورة ضد كل مظاهر الفساد والاستبداد». وشددت على «الرفض القاطع للتصالح مع من أراق دماء الشعب، وزيف إرادته»، مؤكدة أن «رموز نظام مبارك يجب محاكمتهم على جرائمهم». وعقد حزب «الوسط» مساء أمس اجتماعاً ضم عدداً من مرشحي الرئاسة والقوى السياسية للبحث في الوصول إلى رؤية موحدة في مواجهة ترشح سليمان. وأفيد بأن مناقشات جرت لمحاولة إثناء مرشحين عن خوض الانتخابات لمصلحة آخرين بهدف منع تفتيت الأصوات. وحضر اللقاء المرشحون عبدالمنعم أبو الفتوح وعمرو موسى وأيمن نور وسليم العوا، إضافة إلى رئيس «الوسط» أبو العلا ماضي وعدد من الناشطين. وكانت لجنة برلمانية وافقت أمس على مشروع قانون يقضي بمنع رموز النظام السابق من الترشح للانتخابات الرئاسية أو تولي أي منصب تنفيذي لمدة خمس سنوات. وفي حين أكد المشير طنطاوي أن الجيش ليس له أي مرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة وأنه «يقف على الحياد تجاه جميع المرشحين»، قال مسؤول عسكري ل «الحياة» إن الجيش يرفض منع ترشح رموز نظام مبارك. واعتبر أنه «ليس من حق أحد إقصاء مرشح... والحديث عن مشروع قانون لاستبعاد مرشحين معينين يعني وجود تدخل لمصلحة مرشح ضد آخر».