نفى «المجلس الأعلى الاسلامي» و «تيار الصدر» المنضوين في «التحالف الوطني»، بحث مسألة استبدال رئيس الوزراء نوري المالكي داخل اروقة التحالف، فيما دعا «تيار الصدر» الى «اجراء انتخابات مبكرة في حالة وصلنا الى طريق مسدود». وكانت «القائمة العراقية» اعلنت اول من امس انها «باشرت حوارات لسحب الثقة من المالكي»، ودعا القيادي فيها النائب احمد المساري «التحالف الوطني» الى «استبدال المالكي قبل انهيار العملية السياسية». لكن مكونات هذا التحالف، حتى التي لديها خلافات مع المالكي، ترى ان «الوقت ما زال مبكراً على هذا الامر». وأكد الناطق باسم «المجلس الاعلى» الشيخ حميد معلة ل «الحياة»، أن «مسألة استبدال او طرح الثقة بالمالكي لم تناقش داخل اروقة التحالف الوطني، ومثل هذه الطروحات مازالت إعلامية فقط». وذكر ان «المجلس الاعلى يسعى لجمع الفرقاء حول طاولة مستديرة لحل الخلافات، اما مسألة استبدال المالكي فمازالت مبكرة، لأن جميع الجهود لم يستنفد بعد، والمساعي قائمة ومتواصلة لعقد الاجتماع الوطني». اما «تيار الصدر» فيرى، على رغم انتقاده للمالكي، ان «الوقت مازال مبكراً لمثل هذا الامر». وقال النائب عن «كتلة الاحرار» التي تمثل الصدر في البرلمان جواد الحسناوي، أن «الكل يعرف بأن لنا خلافاً مع المالكي على طريق ادارة الامور، لأننا نعتقد ان ادارة المالكي من اجل بناء شخص وحكومة وليس من اجل بناء دولة، لكننا نرى ان مسألة استبداله ما زالت مبكرة». وأضاف ان «العراقية لم تقدم طلباً رسمياً حتى الآن الى التحالف الوطني بهذا الخصوص، والامر لا يعدو كونه تصريحات إعلامية حتى الآن»، داعياً «العراقية» الى «تقديم طلبهم بشكل رسمي إذا كانوا جادين وعدم الاكتفاء بإطلاق التصريحات». وبشأن ما اذا كان «تيار الصدر» مستعدّاً لاستبدال المالكي إذا طلب ذلك رسمياً منه، اوضح الحسناوي ان «السياسة كثيرة المتغيرات، والمصلحة العامة ستكون هي سيدة الموقف، واذا قدم مثل هذا الطلب سندرس في وقتها ما اذا كان استمرار المالكي يشكل خطراً على العراق أم لا»، لافتاً الى ان «هذا الامر مازال في طور التمني، لا سيما وان هناك محاولات لعقد الاجتماع الوطني». وأبدى الحسناوي تشاؤماً كبيراً بحل المشاكل من خلال «الاجتماع الوطني»، معتبراً ان «الاجتماع ولد ميتاً، والعراق يسير نحو نفق مظلم ومجهول، لأن جميع الكتل السياسية ليس لديها الصدقية لحل الخلافات، وهي لا تبحث عن حل بل عن مغانم ومكاسب». وتابع أن «المالكي يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، وليس كل المسؤولية. والباقي يتحمله رؤساء الكتل الذين اوصلوا البلاد الى هذا المستنقع بسبب بحثهم عن مصالحهم الشخصية وانعدام الثقة بينهم». واكد انه «اذا وصلنا الى طريق مسدود، فليس هناك بد من الذهاب الى الانتخابات المبكرة، لانها ستكون افضل من استبدال المالكي او طرح الثقة به»، مشيراً الى ان «هذه الحكومة ستبقى عرجاء ولن تستقيم، لذلك يجب عدم تكرار نموذجها، اي حكومة توافق سياسي، بل يجب ان تكون الحكومة المقبلة حكومة غالبية سياسية من كتلة او حزب، والبقية تذهب الى المعارضة».