قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة» ان الرئيس باراك اوباما عازم على عدم اعطاء نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الدور الاول في اطلاق عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لكنه سيستمع اليه خلال لقائهما الثلثاء في واشنطن، كما سيحتاج الى تضافر الضغوط الاوروبية على السلطات الاسرائيلية. وقالت المصادر ان هناك تغيراً مهماً في الموقف الاميركي على صعيد الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، فحتى الآن كان مبنياً اولاً على أمن اسرائيل، وثانياً على التركيز على حقوق الشعب الفلسطيني في الجانب الاستراتيجي وحقوق الانسان، لكن حل الصراع بالنسبة الى الولاياتالمتحدة بات مصلحة استراتيجية لمواجهة المشاكل الاميركية في المنطقة. وبحسب المصادر، لم تأخذ القيادة الاسرائيلية هذا في عين الاعتبار، بل حاول نتانياهو مجدداً مع اوباما ما فعله مع سلفه بيل كلينتون، أي كسب الوقت حتى يصل الى السنوات الاخيرة من ولاية الرئيس الاميركي والتي تضعف تحركاته، لكنه واجه رئيساً اميركياً لا يدخل في هذا المنطق، بل قرر ان المصلحة الاميركية الاستراتيجية هي في الضغط على اسرائيل لحل المشكلة. وقالت المصادر انه خلال لقاء اوباما ونتانياهو الاخير، نصب نتانياهو فخاً لنفسه لانه جازف بموقفه التقليدي ازاء قيادة اميركية قالت له انه اذا لم يلتزم عدداً من الاجراءات ازاء الفلسطينيين، فستتكثف الضغوط عليه، مضيفة ان بعض الاسرائيليين بدأ يقول ان موقف نتانياهو ازاء الادارة الاميركية، خلق وضعاً جديداً للفلسطينيين بأعطائهم مكاسب من دون اي دور يلعبونه، وقالت انه مطلوب اميركياً الآن من القيادة الاسرائيلية ان تلتزم اجراءات احادية بالنسبة الى الفلسطينيين، دون ان تكون موضوع مفاوضات بين الطرفين. وقالت ان الادارة الاميركية طالبت اسرائيل بالقيام بهذه الاجراءات ازاء الفلسطينيين، من دون اي مفاوضات، وطلبت من الفلسطينيين ان يأخذوا ذلك كفرصة لهم وألا يحولوها الى مكسب. والقيادة الفلسطينية الآن مستعدة للدخول في المفاوضات غير المباشرة شرط ان تنفذ اسرائيل ما طلبه منها اوباما. وتابعت ان الادارة الاميركية فاوضت نتانياهو على جميع هذه النقاط، لكنه لم يرد بعد على الرئيس الاميركي، وقال له لدى مغادرته انه لا يمكنه التزام ما طلب منه لان ذلك يعود الى قرار الوزراء والحكومة. والادارة الاميركية عازمة على القيام بالمزيد من الضغوط عليه.