أعلنت هيئة المسح الجيولوجي العراقية التابعة لوزارة الصناعة والمعادن، اكتشاف مناجم تحوي كميات ضخمة من مادة الكاوؤلين الأبيض، التي تُستخرج منها مادة الألومنيوم العالي النقاوة. ولفت المسؤول في الهيئة، الجيولوجي زيد فاضل حماد في حديث إلى «الحياة»، إلى «اكتشاف منجم من طبقتين من الكاوؤلين الملون، وبينهما أحجار كلسية حيث يوجد الكاوؤلين الملون على السطح القريب، بعد عمليات مسح طويلة في مقلع دويخلة التابعة لقضاء الرطبة ضمن محافظة الأنبار والقريبة من الحدود العراقية – السعودية». وأكد أن الجهات المعنية بالاستخراج «بدأت عملية نقل كميات من هذه المعادن إلى خارج الموقع على شكل أكداس لتسويقه إلى الجهات المستفيدة، ليُستخرج بعدها الكاوؤلين الأبيض العالي الالومينا التي تتجاوز نسبتها 40 في المئة، وهي النسبة التي يمكن معها استخراج الألومنيوم من هذا الخام». عقود الاستخراج وقال رئيس المهندسين عامر إسماعيل محمد «بعد استكمال أعمال الفحوص والتجارب لموقع اكتشاف هذا المنجم، حُفرت الآبار لتحديد مساحة وجود الخام وعمقه. إذ تبيّن وجود احتياط يصل إلى 7 ملايين طن». وأعلن إبرام عقد استخراجي مع الشركة العامة للتصميم والإنشاء الصناعي، «وسنباشر العمل فيه في فترة قريبة». وأشار ممثل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية التابع لوزارة التخطيط جبار خلف محمود في تصريح إلى «الحياة»، إلى «إخضاع الخامات المعدنية للفحوص المعتمدة، والى تطابقت النتائج مع قراءاتها، والى إصدار المركز شهادة جودة وعمل». وتعود عمليات اكتشاف المواد الخام في العراق إلى نهاية القرن الماضي، إذ اكتُشفت مناجم الصحراء الغربية المحاذية لمنطقة الرطبة التابعة لمحافظة الأنبار الواقعة على بعد 420 كيلومتراً غرب بغداد، من أطيان الكاوؤلين الأحمر والأبيض والبنتونايت ومعدن الكوارتز المكون الرئيس لرمال السليكيا وخام الحديد الداخل في صناعة الأسمنت». ولفت إلى أن هذه المواد «تُستخدم في حفر الآبار النفطية وصناعة الزجاج والسيراميك والورق والمواد الإنشائية، وكذلك الأعلاف الحيوانية والدواء وغيرها». وأعلن رئيس الجيولوجيين احمد عطية صالح مدير مناجم الصحراء الغربية، انتشار مناجم في الصحراء الغربية الواقعة في محافظة الأنبار لمسافات ممتدة مع حدود ثلاث دول عربية هي سورية والأردن والسعودية». ويذكر ان البنتونايت الذي يحتوي على احتياط ضخم يكفي لسد حاجة السوق والتصدير، يُستخرج ويدخل في تبطين الآبار النفطية. وحققت الهيئة بعد تعاقدها مع شركة «جيتك» البريطانية العام الماضي إيرادات تجاوزت 140 مليون دولار، إذ تجري عمليات المسح لمصلحة شركات حكومية وخاصة ولتسويق المعلومات. وتعد محافظة الأنبار الأغنى في مجال الثروة المعدنية اللافلزية. أما إقليم كردستان فهو الأغنى في مجال الثروة المعدنية الفلزية، وهناك موارد معدنية مهمة في محافظات أخرى هي نينوى والنجف والمثنى وواسط. وكانت الحكومة العراقية أعلنت أن نسبة استغلال الثروات غير النفطية في العراق لا تتجاوز 1.7 في المئة. وأظهرت مسوحات جيولوجية وجود كميات كبيرة من الثروات غير المكتشفة بينها الذهب والفوسفات والفسفور الأحمر والكبريت والحديد وغيرها. ولفت نائب رئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد روز نوري شاويس، إلى أن الحكومة «تسعى إلى إعادة هيكلة الشركات والمصانع للتحول نحو اقتصاد السوق، والتوجه نحو عقد شراكات مع الشركات العالمية المالكة تكنولوجيا متطورة ومع المستثمرين المحليين والأجانب. وطالب ب «إعادة النظر في قانون الاستثمار المعدني الرقم (91) لسنة 1988، ليتوافق مع الإطار العام الذي جاء به قانون الاستثمار النافذ وتضمينه حوافز مشجعة». وكان الناطق باسم الحكومة علي الدباغ سبق ان أكد ل «الحياة»، أن العراق «لم يجرِ أي عملية مسح تفصيلي ودقيق حتى الآن عن الثروات الموجودة في باطن الأرض. لكن المؤشرات تؤكد ضخامتها ولا تقل أهمية عن النفط». وشدد على أهمية «وجود تشريعات دستورية قبل الخوض في مجال عرضها للاستثمار لضمان عدم حدوث فوضى وضياع حقوق العراقيين والبلد».