كشف المدير العام التنفيذي لشركة مناجم العربية المتحدة المهندس محمد الهطلاني عن «وجود مخزون مواد خام من النحاس والزنك والذهب في موقع أم الدمار الواقع شمال شرقي منجم مهد الذهب»، وقال إن «التحاليل المخبرية أظهرت وجود امتداد للمواد الخام على مسافة تصل إلى 1500 متر، ويتركز فيها الذهب بنسبة 2.6 غرام في الطن، والنحاس بنسبة 1.5 والزنك 2.8، فيما بعض المناطق يرتفع فيها النحاس إلى 12 في المئة، ما يعدها من أرفع النسب على مستوى مناجم النحاس في العالم». وأشار الهطلاني في تصريح ل «الحياة» إلى أن وزارة البترول والثروة المعدنية أجرت في المنطقة ذاتها بحوثاً استكشافية قبل 15 عاماً، وأنهت البحوث لعدم وجود مواد خام ذات جدوى استثمارية. وأوضح أن الشركة أنهت المرحلة الأولى من برنامجها الميداني الاستكشافي للنحاس في أم الدمار الواقعة إلى الشمال الشرقي من منجم الذهب التابع إلى إمارة المدينةالمنورة، موضحاً أن «البرنامج استغرق ستة أشهر في درجات حرارة تجاوزت 48 درجة مئوية، بسبب طبيعة المنطقة الصخرية البركانية». وأضاف الهطلاني: «أعمال الاستكشاف اعتمدت على الأعمال الجيولوجية السابقة التي قامت بها وزارة البترول والمعادن قبل 15 عاماً، وتم إنجاز البرنامج الجيولوجي على مراحل، وتمثل في درس أكثر من 2500 تقرير جيولوجي، إضافة إلى تحليل خرائط جيولوجية وطوبوغرافية وجيوفيزيائية، وصور أقمار اصطناعية تغطي الدرع العربي». وأوضح أن «الدراسات تركزت في المنطقة الجنوبية والغربية، والمتعارف عليها ب 4/6 Gossan، والتي لم تستكشف بشكل مكثف ودقيق، واستخدمت في الاستكشاف موجات المسح الجيوفيزيائي، لتحديد نوعية المواد الخام وكميته»، لافتاً إلى أن «أعمال الاستكشاف السابقة في المناطق ذاتها بينت عدم احتوائها على كميات كبيرة من المواد الخام، وأنهت الأعمال فيها لعدم وجود جدوى اقتصادية». وذكر أن «فريق الدراسات نفذ مخططاً استكشافياً، من خلال جمع عينات من طريق حفر الخنادق والثقوب العامودية لاستخراج العينات، والتعرف على نوعية وكيفية امتداد المواد الخام». ولفت إلى «تنفيذ مخططات استكشافية على المنطقة الجنوبية من الموقع، وأن الدراسات السابقة أظهرت وجود كمية بسيطة من المخزون الاحتياط لخام النحاس، ولكن بعد قيام الشركة بتحليل مفصل لصور الأقمار الاصطناعية وإجراء التحليل، تبين أن الموقع يحتوي على كميات من المواد الخام»، موضحاً أنه بهذا الاكتشاف تم ربط وتركيز المخزون الاستراتيجي الذي يحتوي الجزء الغربي منه على مليون طن من خام النحاس، وقامت الشركة بتتبع امتداد مخزون النحاس في اتجاه الشرق، بعمل أكثر من 12 خندقاً استكشافياً، إضافة إلى حفر أكثر من 20 ثقباً عامودياً بأعماق تصل إلى 35 متراً». وقال إن «التحاليل أثبتت وجود امتداد للمواد الخام إلى الشرق من الموقع، وأظهرت وجود نسب مرتفعة من خام النحاس على مسافة عرضية تبلغ أكثر من ألف متر، ما يعني رفع المخزون الاستراتيجي في موقع أم الدمار من مليوني طن من خام النحاس إلى سبعة ملايين طن». وأوضح أن «الشركة تخطط في الوقت الراهن، لاستكمال الخطوات الأخيرة من برنامجها الاستكشافي في موقع أم الدمار، تمهيداً للبدء في تنفيذ دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، والتي تشمل وضع التصاميم الفنية والهندسية وطرق التعدين، إضافة إلى احتساب جميع التكاليف المادية والقدرات البشرية اللازمة للبدء في تنفيذ وتشغيل المشروع».