أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى سليمان الزايدي، أن اللجنة تلقت أكثر من 28 ألف عريضة تتعلق بقضايا مختلفة، يأتي على رأسها قضايا حقوق الإنسان، التي رأى أنها فوق كل حقوق، وهي حق ثابت لكل من يعيش على هذه الأرض. وقال الزايدي في حديث مع «الحياة»، إن الدراسات أثبتت أن ثقافة حقوق الإنسان ضعيفة وبطيئة، وأن مجتمع المملكة لا يملك قدراً من المعرفة بمجالات حقوق الإنسان، مبيناً أن الصورة الذهنية في ذلك ضعيفة، خصوصاً في ما يتعلق بالمؤسسات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان. وتمنى على وزارة التربية والتعليم، أن تشرع قريباً في تضمين مقررات التعليم بمفاهيم حقوق الإنسان؛ وتربية الناشئة عليها، وألا تطول فترة التطبيق، موضحاً أن لدى هيئة حقوق الإنسان مشروعاً مدعوماً من الدولة لنشر ثقافة حقوق الإنسان... وفي ما يأتي نص الحديث: بداية كيف تنظرون إلى أداء لجنة حقوق الإنسان والعرائض في مجلس الشورى؟ - من المؤكد أن على اللجنة مسؤوليات كبيرة ومطلوب منها الكثير؛ ونظام المجلس أتاح لها الحركة والتفاعل مع ما يصلها ويطرح أمامها من قضايا للتعامل وفق الآليات وقنوات التواصل المتعددة، ومنها اللقاء مع شرائح من المواطنين والاستماع إلى تطلعاتهم وأفكارهم، ومعاناتهم والتعامل معها وفق قواعد العمل المتبعة في المجلس. ما آلية وصول المقترحات إليكم؟ - قنوات التواصل بين المجلس والمواطنين مفتوحة من خلال موقع المجلس على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، ومن خلال العرائض المكتوبة، أو من خلال لقاءات أعضاء اللجنة بشرائح من المواطنين يتم الترتيب المسبق لها وعادة ما تكون في مقر المجلس. هل كل ما يصلكم من المواطنين يتم طرحه في المجلس؟ - تشمل العرائض التي تتلقاها اللجنة قضايا متعددة، وتحمل بعض الأفكار مثل طلب تعديل، أو تطوير لبعض الأنظمة، أو طلب تحسين أداء بعض الأجهزة، والأخذ بالجديد في الإدارات التنفيذية، واللجنة تصنف ما يصلها إلى عرائض تبحث في قضايا شخصية، وعرائض تبحث في طلب تطوير جوانب القصور في أداء بعض الأجهزة وتقترح بدائل للتطوير، وعرائض تحمل اقتراح استراتيجيات أو أنظمة، وجميعها يتم درسها، واتخاذ الإجراء وفق آليات العمل بالمجلس. كيف تنظرون إلى تعاطي المجلس مع القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان في المملكة؟ - ضمان حقوق الإنسان وصيانتها والمحافظة عليها هاجس المجلس في كل ما يصدر عنه من أنظمة ولوائح وتشريعات. وأدبيات حقوق الإنسان في وثائق المجلس نصّت على أنها تَعني (الحقوق الممنوحة للفرد، والحريات الأساسية التي يتمتع بها مثل الحق في الحياة، وحرية التعبير، والحماية ضد كل ضروب التميز على أساس الجنس أو العرق). هل تنسقون مع المواطنين الذين تصلكم عرائضهم، ومع الجهات الأخرى المدعى عليها؟ - غالباً تناقش الأفكار التي تحملها العرائض مع ممثلي الوزارات عند استضافتهم في المجلس، وعند مناقشة اللجان المتخصصة تقارير الوزارات التي تعرض عليها. كم عدد العرائض التي تصلكم في فترات محددة أسبوعياً أو شهرياً؟ - تشير إحصاءات اللجنة الى أنها تلقت خلال الأعوام الثلاثة الماضية وهو عمر اللجنة (28500) رسالة إلكترونية أو بريدية تناقش في قضايا متنوعة في الشأن العام أو الخاص لبعض المواطنين. لماذا لا تكون هناك فكرة للسماح للمواطنين بلقاء المسؤولين تحت قبة الشورى بعد تقديمهم عرائضهم لكم؟ -هذه أفكار جيدة، وسبق أن التقى بعض مقدمي العرائض مع عدد من المسؤولين المباشرين في اجتماعات اللجنة بالمجلس. كيف تنظر لوضع حقوق الإنسان في المملكة؟ وهل أسهمت الجمعية والهيئة في نشر هذه الثقافة؟ - تنص المادة (26) من نظام الحكم على (أن الدولة تحمي حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية) وللجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ولهيئة حقوق الإنسان على رغم حداثة عمرها إسهامات ومتابعة لحقوق الإنسان وفق إمكاناتهما. والهيئة والجمعية مسؤولتان عن نشر ثقافة حقوق الإنسان، ولدى الهيئة مشروع مدعوم من الدولة لنشر ثقافة حقوق الإنسان أرجو أن يتضح قريباً. كونك عضو مجلس شورى كيف تنظر لحجم القرارات التي نجح المجلس في إقرارها؟ - مجلس الشورى جهاز تشريعي ورقابي، وجهوده في إصدار الأنظمة والتشريعات معروفة، فجميع الأنظمة تدرس وتقر في المجلس ثم ترفع للمقام السامي. والدور الرقابي للمجلس يتم من خلال درس تقارير الوزارات عن إنجازاتها عن كل سنة مالية على حدة، ومقارنة الإنجاز مع خطط التنمية الخمسية، إضافة إلى أن بعض اللجان تقوم بين الحين والآخر بزيارات ميدانية لموقع العمل؛ كما أن المجلس يستضيف في جلساته العامة، واجتماعات لجانه مسؤولي الجهاز التنفيذي لمناقشة أداء الجهاز المسؤول عنه. هل تؤيد تدريس «حقوق الإنسان» في مناهج تعليم المملكة؟ - سبق أن عقدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ورشتي عمل لدرس تضمين مقررات التعليم العالي والعام مفاهيم حقوق الإنسان؛ وتربية الناشئة عليها، وتوجت توصيات الجمعية على التعليم العالي بالموافقة السامية. وبدأت بعض الجامعات في تخصيص مقررات تدرسها لطلابها عن حقوق الإنسان ضمن مناهجها، ومن المؤمل أن تأتي الخطوة التالية من وزارة التربية والتعليم، وأرجو ألا تطول. هل عقلية حقوق الإنسان لدى الجمهور تغيرت بشكل أفضل؟ - مع الأسف أثبتت الدراسات أن ثقافة حقوق الإنسان ضعيفة وبطيئة، ففي دراسة مسحية ميدانية عن الصورة الذهنية لحقوق الإنسان في المملكة أجرتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان كشفت نتائج الدراسة أن المشاركة بأنشطة حقوق الإنسان أقل من أربعة في المئة من بين عينة الدراسة، وأن من يعتقدون أنهم على علم بحقوق الإنسان كانت نسبتهم ضئيلة؛ وخلصت الدراسة إلى أن مجتمع المملكة لا يملك قدراً من المعرفة بمجالات حقوق الإنسان، إذ ان الصورة الذهنية ضعيفة، خصوصاً بالمؤسسات التي تعمل بمجالات حقوق الإنسان. ما حقوق المواطن؟ وما حقوق الدولة؟ - حقوق المواطن هي الحقوق الأساسية التي لا يستطيع العيش من دونها؛ والإسلام وهو دستور المملكة كفل للفرد حق الحياة الكريمة في مجتمع يضمن له العدل والمساواة والأمن والحرية والمحافظة على الضرورات الخمس (الدين، العقل، النفس، العرض، المال) وهي حقوق يجب ألا تمس، ومرتبتها فوق أي مرتبة، والحقوق متبوعة بواجبات؛ فالحق والواجب أمران متلازمان متكاملان؛ فكل حق يقابله واجب؛ فحق الفرد على الأمة والأفراد، هو واجب عليه لهم في الوقت نفسه، وأداء الحقوق، والواجبات بصورتها المثالية تصنع المجتمع المثالي.