لم تكن فرقة «أوبيدر» كعادتها في التدرّب على مقطوعاتها الموسيقية، بل بدت عليها الفرحة والحماسة لقرب موعد إطلاق أول ألبوماتها الذي يحتوي على ثماني مقطوعات هي ثمرة جهد وصل إلى 9 سنوات. «أعيدي إلى روحي» هو اسم الألبوم الأول الذي تتنوع مقطوعاته بين مقامات موسيقى الفلامنكو السعيدة والحزينة وحتى الصاخبة وأحياناً الهادئة، هذا الألبوم الذي لطالما حلمت الفرقة بإطلاقه، ولم يبق لصدوره إلا أيام معدودة. وقد أخذت فرقة «أوبيدر» هذه الموسيقى وأضافت إلى ثوبها الغربي تطريزاً عربياً عريقاً. للمرة الأولى في الأردن يحاول ستة شبان إحياء الأشعار العربية القديمة (للمتنبي والفرزدق وغيرهما) ممزوجة بأنغام غربية بحتة، بهدف الحفاظ على الموروثات العربية الجميلة التي تتلاشى يوماً بعد آخر في ظل غياب التمسك باللغة العربية. وتؤمن هذه الفرقة بأن الموسيقى قادرة على توحيد الشعوب، بل إن هذه الفكرة كانت وراء تأسيس الفرقة التي كانت مقتصرة على شخصين في بداياتها هما «أوبي» و»بيدر»، وعندما سارا في طريق الوحدة أصبح اسمها «أوبيدر». يقول بيدر البصري إن «أوبيدر» تسعى إلى توحيد الشعوب العربية والغربية والعالم أجمع تحت مظلة الفن والموسيقى، بالإضافة إلى ضرورة استرجاع اللغة العربية الفصحى والاعتزاز بها. «أوبيدر» ترى أن باستطاعتها السفر حول العالم، عابرة كل الحدود من دون استثناء، وذلك عن طريق الموسيقى ومعزوفات تحمل رسائل سلام ومحبة. وتحرص هذه الفرقة على إقامة الحفلات لتعزف وتغني أمام محبيها، علماً أن مقطوعتي «سلام» و «يا سالب القلب» أكثرهما رواجاً بسبب كلماتهما العربية العريقة والموسيقى العصرية، الأمر الذي جذب أصحاب الثقافة الأدبية والشباب من هواة الموسيقى الغربية. وتنوي «أوبيدر» توسيع آفاقها لتدخل إلى ثقافات موسيقية جديدة عليها، لا سيما الهندية والإيرانية، بالإضافة إلى إطلاق ألبوم لاحقاً يحتوي على سبع مقطوعات ويحكي عن هموم الشعوب وعما يسمى الربيع العربي، تدعو من خلاله إلى السلام وتوعية الفكر العربي بعيداً عن العداء والتطرف.