لا أزال أتذكر عندما كنت صغيراً لم أتجاوز التاسعة من العمر، حينما رأيت ذلك الرجل يتجول بين المصلين بعد صلاة العصر يطلب منهم التوقيع على ورقة سيقدمها لإدارة المساجد اعتراضاً على تعيين إمام جديد للمسجد. ارتبط اسم العريضة لديّ بتلك القصة. بشكل عام تستمد العريضة قوتها من جماعية العمل. يكتب أحدهم نص العريضة ثم يعدل عليه الأعضاء ويوقّعون عليه، وبقدر عدد الأعضاء وقيمتهم أحياناً تكتسب العريضة قوتها وتأثيرها. قبل ظهور الإنترنت كان جمع ألف توقيع على عريضة يعتبر رقماً كبيراً، غير أن عرائض الإنترنت لم تعد تقنع إلا بالملايين من التوقيعات أو مئات الآلاف على الأقل، فسهولة تدوير العريضة بين جمهور كبير من الناس خلال فترة قصيرة مع حشد الوسائل المؤثرة لا يمكن أن يكون إلا عبر الإنترنت، وعن طريق الشبكات الاجتماعية على وجه الخصوص. إحدى الأدوات الجديدة المستخدمة في الاعتراض هي «العريضة الإلكترونية» (e.Petition)، إذ تعتبر طريقة حشد الناس للتوقيع على اعتراض طريقة قديمة قبل الإنترنت، وبعد دخول الإنترنت إلى حياة الناس تحولت إلى طريقة آلية، مثلها مثل البريد. كيف يمكن أن تؤثر العرائض الإلكترونية؟ ربما نعلم عند استعراض التجربة البريطانية في العرائض الإلكترونية. * من دراسة قام بها الصحافي السعودي الدارس لدرجة الدكتوراه في بريطانيا. «عصا» تتكئ عليها معظم الحركات الاحتجاجية SOPA المواقع الإلكترونية الأشهر عرائض منتصرة كيف تؤثر؟