طهران، بغداد، يريفان - أ ب، أ ف ب - استبقت إيران أمس، محادثاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، والتي ستُستأنف الأسبوع المقبل، بتأكيد رفضها «الخضوع للظلم»، كما اعتبرت أن الغرب سيتراجع عن نهجه ضدها، حين يدرك أنها «تقف أمامه مثل صخرة صماء»، فيما أعلنت بغداد أنها تسعى مع طهرانوواشنطن لتجنّب «أي أعمال عدائية حول مضيق هرمز» الحيوي لتجارة النفط، والذي تهدد إيران بإغلاقه إذا مُنعت من تصدير نفطها أو تعرّضت لضربة. في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «عواقب وخيمة وسلبية» لأي هجوم على إيران بسبب برنامجها النووي. وقال، بعد لقائه نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان في يريفان، في إشارة إلى مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: «عندما نسمع تصريحات مسؤولين بأن كل الخيارات مطروحة، أودّ أن أذكّر بوجوب أن تكون هذه الخيارات قانونية وتستند إلى الشرعية الدولية، إذ يحرّم القانون الدولي الاستخدام الوقائي للقوة، ضد مَنْ لم ينفّذ هجوماً مسلحاً». وأضاف: «استخدام القوة ضد إيران، لن يهدد أمن أرمينيا وأذربيجان فقط، بل العالم العربي أيضاً». وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي: «لا نقلّل من شأن أي عدو. المسؤولون، مرشدنا الأعلى (علي خامنئي) والرئيس (محمود أحمدي نجاد) والجيش والحرس الثوري والباسيج، متيقظون. الشعب مستعد للدفاع عن إنجازات الجمهورية الإسلامية، ولن يسمح لأي كان بالمسّ بها». وأضاف: «يعتقد الغرب بأن إيران، مثل دول كثيرة، سترضخ تحت ضغوط الأميركيين، لكنه مخطئ. العقوبات قد تكون أوجدت مشاكل بسيطة، لكننا نواصل طريقنا. الغرب يجهل أن الإيرانيين من أتباع مدرسة الإمام الحسين عليه السلام، وأنهم لن يرضخوا للظلم». وزاد: «عندما يدرك الغرب أننا نقف أمامه مثل صخرة صماء، وأن لا بصيص أمل أمامه، عندها سيتراجع وينسحب، ولكن أعتقد بأن الغرب لم يصل إلى هذه المرحلة». واعتبر صالحي أن قرار الولاياتالمتحدة إعفاء 10 دول أوروبية واليابان من تطبيق عقوبات أميركية تستهدف المؤسسات التي تساهم في تصدير النفط الإيراني، بعدما قلّصت في شكل كبير مشترياتها من هذا النفط، «لا يُشكّل تراجعاً أميركياً، إذ أن ذلك يتحقّق حين تقتنع واشنطن بعدم وجود أي بصيص أمل. والغرب ينسحب تكتيكياً من مكان، ولكن يسعى في الوقت ذاته إلى تحقيق أهدافه». وكان محمد رضا ميرتاجالديني، نائب الرئيس الإيراني، اعتبر القرار الأميركي «هزيمة للسياسات العدائية التي تنتهجها الولاياتالمتحدة»، فيما رأى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي أن «القرار تراجع مكشوف (لواشنطن)، مقارنة بمواقفها السابقة، بسبب مواقف حاسمة اتخذتها إيران». ونسب الى صالحي قوله، خلال زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لطهران الأسبوع الماضي، ان المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ستُستأنف في 13 الشهر الجاري، معلناً تأييد بلاده عقدها في إسطنبول. لكن النائب إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، اعتبر أن «تركيا تنفّذ دور مندوب ووسيط للولايات المتحدة وإسرائيل». ونقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) عن كوثري قوله: «الشعب التركي سيكره حكومته، إذا واصلت دورها. وعلى تركيا تغيير مسارها، بعيداً من دول الاستكبار». في غضون ذلك، حذر حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، من أن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى «نقص ضخم في إمدادات النفط من دول عدة، ونتوقّع أن تكون أسعار النفط حينذاك أعلى بكثير من الآن». وقال: «يعمل العراق جاهداً على المستوى السياسي مع الولاياتالمتحدةوإيران، لمحاولة تجنّب أي أعمال عدائية حول مضيق هرمز. غالبية صادرات العراق تخرج من موانئه الجنوبية التي تمرّ في هرمز، لذلك هذه المسألة تقلقنا. نتخذ كل الخطوات السياسية الممكنة لمناقشة ذلك ونزع فتيل أي نشاط عسكري في المنطقة».