أقر قادة الدول العربية ودول أميركا اللاتينية في قمتهم الثانية التي عقدت في الدوحة أمس «إعلان الدوحة» الذي أكد ضرورة تعزيز العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات، وعبر القادة في إعلانهم عن ارتياحهم لتطور العلاقات بين الإقليمين والحوار المكثف الذي تحقق منذ مؤتمر القمة الأولى للدول العربية ودول أميركا الجنوبية (الذي عقد في البرازيل في أيار (مايو) العام 2005، والذي شكل إطاراً راسخاً للتعاون في المجالات الرئيسية ولا سيما الاجتماعات المشتركة للوزراء في الدول العربية ودول أميركا الجنوبية المسؤولين عن الثقافة والشؤون الاقتصادية والشؤون البيئية والشؤون الاجتماعية والموارد المائية، ومكافحة التصحر التي وضعت الخطوط العريضة لخطط العمل التي تشكل أساساً للتعاون بين الإقليمين. وأكدوا أهمية التعاون (جنوب جنوب)، كآلية فعالة لتعزيز بناء القدرات وتبادل الخبرات في المجالات ذات الصلة مثل التنمية والإبداع ومكافحة الفقر، وشددوا على أهمية تعزيز التعاون الذي يسمح للمانحين بتعزيز برامج ومبادرات التعاون الجنوب جنوب، ودعوا إلى ضرورة بناء علاقات كثيفة بين دول المنطقتين للمساهمة في هيكلة علاقات دولية أكثر عدالة وإنصافا وإنشاء إطار جديد للتعاون الدولي المبني على التكافؤ والمساواة والاستفادة من ذلك لتعزيز فضاء مشترك بين دول المنطقتين يؤسس لشراكة حقيقية. وأكد إعلان الدوحة أنه: «من أجل تحقيق السلم والأمن والاستقرار في العالم، فإن التعاون بين الإقليمين ينبغي أن يقوم على أساس الالتزام بالصكوك متعددة الطرف واحترام القانون الدولي ومراعاة حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وإعادة التأكيد على التزامنا الكامل بمبدأ سيادة الدول ووحدة أراضيها والتسوية السلمية لكل النزاعات الدولية والإقليمية، وخصوصاً النزاعات والقضايا الإقليمية والثنائية وفقا للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة»، وشدد على «الحاجة الى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة من خلال حل تفاوضي يؤدي إلى قيام دولة موحدة ومتكاملة داخل حدود واضحة ومعترف بها دوليا وتعيش في سلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل». وثمن الجهود التي بذلتها مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة والسعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما رحب بنتائج مؤتمر شرم الشيخ للمانحين في غزة وطالب بضرورة تكثيف الجهود لاستئناف عملية السلام. وأكد احترام وحدة وحرية وسيادة العراق واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، كما أعرب عن «القلق الشديد» بسبب العقوبات المفروضة من طرف واحد على سورية من الولاياتالمتحدة، وقال إنها «تمثل سابقة خطيرة في التعامل مع الدول المستقلة». ودعا إيران إلى الرد الإيجابي على مبادرة دولة الإمارات للتوصل إلى تسوية سلمية في مسألة الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة أو الموافقة على إحالة الموضوع الى محكمة العدل الدولية. وتحفظت فنزويلا والإكوادور والبرازيل على هذه الفقرة. كما رحب الإعلان بمبادرة الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لحل أزمة دارفور. وأكد أهمية احترام حقوق الإنسان في دارفور. وكذلك رحب إعلان الدوحة باتفاق الدوحة بشأن لبنان برعاية أمير دولة قطر، مؤكدا دعم الرئيس اللبناني ميشال سليمان في جهوده لدعم الاستقرار في لبنان عبر الحوار والتوافق. وأكد الإعلان دعم وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه واستقراره والدعم لعملية المصالحة الوطنية الصومالية. واتفق القادة على أن «الأمن والاستقرار الاقليمي في الشرق الأوسط يتطلب إخلاء المنطقة برمتها من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى»، داعيا الأطراف المعنية إلى اتخاذ إجراءات عملية وعاجلة لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. ودان الإعلان الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره ورفض ربط الإرهاب بشعب أو دين أو عرق أو ثقافة معينة والتشديد على ضرورة التصدي للإرهاب. كما أكد مجددا رفض الاحتلال الأجنبي، والاعتراف بحق الدول والشعوب في مقاومته، طبقاً لمبادئ القانون الدولي. ودعا الدول التي تمتلك أسلحة نووية أن تفي بصدق بالتزاماتها فيما يتعلق بنزع السلاح النووي. وأكد أهمية حماية وتعزيز حقوق الإنسان وشموليتها وعدم تعرضها للتمييز. وأوضح أن «الأممالمتحدة كي تقوم بالدور المنوط بها بحاجة إلى إصلاح شامل واسع النطاق وبوجه خاص فيما يتعلق بالجمعية العامة ومجلس الأمن المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجعل هذه الأجهزة أكثر كفاءة وديموقراطية وشفافية وأكثر تمثيلاً وفقاً لما تتطلبه طبيعتها ووظائفها والغاية من إنشائها».