اصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أخيراً قراراً بالسماح رسمياً للاعبات المسلمات بارتداء الحجاب أثناء المباريات. وجاء القرار بعد مرور نحو خمس سنوات على الاعلان رسمياً عن منع اللاعبات من ارتداء الحجاب أثناء المباريات في 2007. وفي السعودية، يعد ارتداء اللاعبات الحجاب أمراً محسوماً لديهن، خصوصاً أن الرياضة النسائية تعد في بداياتها ولم تأخذ صفة الرسمية، وغالبية مشاركات الفرق الرياضية النسائية في الخارج تعد ودية، وهو ما كان يشكل نوعاً ما عائقاً أمام المشاركة النسائية الدولية حتى وقت قريب. عن ذلك تقول كابتن فريق «جدة يونايتد» لكرة السلة لينا المعينا: «لا يمكن أن يكون الحجاب عائقاً للمرأة أثناء مزاولتها للرياضة أو خوض المباريات، خصوصاً أن هنالك طرقاً لوضع الحجاب يمنح المرأة الراحة أثناء المباراة». وتؤكد المعينا أن مشاركتها مع أعضاء فريقها في عدد من المباريات الودية في الخارج - كان أخرها مطلع آذار (مارس) الماضي في كوالالمبور - كانت ممتازة، «وأعطت صورة حقيقية عن المرأة السعودية في المجال الرياضي والتزامها بحجابها وتعاليم دينها». وأشارت إلى ان المباريات الودية التي خاضتها مع فريقها في دول مثل أميركا والأردن والإمارات وماليزيا كانت مثمرة «وحصل خلالها تبادل للخبرات الرياضية والتعارف». وأضافت: «تعد هذه المشاركات تبادلاً رياضياً وثقافياً ودينياً في الوقت ذاته إذ نحرص على الظهور بمظهر إسلامي والحجاب جزء أساسي لدينا أثناء المباريات، وهذا أعطى صورة جميلة عن المرأة السعودية المحافظة والتي لها مشاركات مجتمعية على جميع الأصعدة بما فيها المجال الرياضي». وتتفق معها مديرة ومدربة فريق «بلاك تايغر» النسائي لكرة الطائرة أمينة الزهراني بقولها: «لا يمكن أن يكون الحجاب عائقاً أمام المرأة الرياضية، بل هو يمنحها المزيد من الراحة أثناء المباريات، خصوصاً مع وجود أشكال وطرق معينة للحجاب تجعل منه ثابتاً لا يتحرك». وأضافت: «هنالك العديد من اللاعبات الغربيات والمسلمات يزاولن جميع أنواع الرياضية ويشاركن في بطولات دولية وهن بحجابهن الذي لم يؤثر على لعبهن وجدارتهن في الأداء». وتعود المعينا لتؤكد أن وضع المرأة الرياضية المسلمة الحجاب «يعطي صورة جميلة عن الإسلام وانه دين يتماشى مع أساليب الحياة المختلفة وليس بالصورة المأخوذة عنه والمغلوطة احيانا»، وتتابع: «أثناء مشاركاتنا الخارجية طرحت تساؤلات كثيرة عن فعالية ممارسة المرأة الرياضة ووجود فرق نسائية في السعودية، خصوصاً أن الغالبية لا تعرف الكثير عن واقع المجتمع السعودي». وزادت: «الفتاة السعودية استطاعت من خلال مشاركتها في مباريات ودية أن تمثل نفسها بالصورة التي تريد من خلال ظهورها بمظهر محتشم وتقديم مستوى رياضي مميز يليق بالسعودية». وتعتبر الرياضية النسائية في السعودية جديدة على المستوى العلني، لكنها ليست كذلك في الحقيقة، إذ أنها تمارس منذ وقت طويل، ففي جدة وحدها يوجد ما يقارب 20 فريقاً نسائياً لكرة السلة والطائرة، تمارس من خلالها النشاطات الرياضية على رغم عدم وجود مظلة رسمية أو أنظمة وقوانين تنظم هذه الرياضات». وتؤكد المدربة رقية الزهراني أن الرياضة النسائية موجودة منذ فترة طويلة في السعودية، «لكنها بدأت في شكل منظم في جدة في عام 2001 من خلال أربعة فرق نسائية إلى إن وصل عددها اليوم إلى 20 فريقاً». وتعتبر الزهراني أن المجتمع السعودي أصبح أكثر تقبلاً لفكرة الرياضة النسائية بنسبة تصل إلى 50 في المئة عما كان الوضع عليه قبل سبع سنوات». وأضافت: «هنالك انتشار كبير لممارسة الرياضة، خصوصاً كرة السلة والكرة الطائرة بين الأوساط النسائية، ومع هذا الانتشار كثر عدد الأندية النسائية في جدة والمشاركات والمنافسات على البطولات التي تنظم بين الحين والآخر على مستوى المدينة الساحلية». وأشارت إلى «أن قلة عدد الملاعب المتخصصة لمزاولة الرياضة وارتفاع أسعار إيجارها ما يساهم في عدم الاستمرارية في تنظيم البطولات أو التدريب بشكل مستمر». وتتفق معها مدربة كرة السلة نجلاء الحارثي بقولها إن ممارسة الرياضية النسائية تعاني من عدد من الصعوبات خصوصاً في ما يتعلق بمكان مزاولتها، وأضافت: «غالبية تلك المشكلات تتلخص في توافر الملاعب، ولا سيما أن عددها قليل إضافة إلى ارتفاع أسعار ايجاراتها، ما ساهم في قلة النشاطات من تدريب وبطولات وخلافه».