دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، إلى تعزيز العلاقات بين بلاده وتركيا، لتحبطا «مؤامرات أعداء مشتركين»، فيما أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل مساندة موقف طهران، في شأن ملفها النووي. ووصف نجاد العلاقات بين إيران وتركيا، بأنها «تاريخية وراسخة وعميقة». وقال خلال لقائه أردوغان: «علينا بذل جهود لرفع حجم التبادل وتعزيز مستوى العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، وعلى المسؤولين الإيرانيين والأتراك، عبر تعاونهم وتبادلهم وجهات النظر، العمل على إزالة العراقيل في طريق توسيع حجم التبادل التجاري، خصوصاً في مجالي النفط والغاز». وأشاد ب «المواقف الواضحة والصريحة لتركيا، في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني»، قائلاً: «إيران وتركيا تقفان إلى جانب بعضهما بعضاً، في أوساط دولية كثيرة، وواجهتا دوماً هيمنة الغربيين والمستكبرين، باستقلال وجدية». واعتبر أن «لإيران وتركيا أعداء مشتركين، باعتبارهما بلدين مستقلين، والمستكبرون لا يريدون أبداً أن تتقدم دول مثلهما، وتكون قوية في الأوساط الدولية، لذلك علينا التعامل بوعي ويقظة إزاء مؤامراتهم». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أردوغان دعوته إلى «توسيع التعاون الثنائي والدولي بين البلدين، في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وفي الطاقة أيضاً»، مؤكدا ان «ترکيا، حكومة وشعباً، تساند مواقف إيران في الملف النووي، وستواصل سياستها مستقبلاً بجدية». والتقى أردوغان أيضاً رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الذي رفض «المسّ بنهج المقاومة ضد الكيان الصهيوني»، وقال: «يمكن إيران وتركيا، من خلال تعاون وثيق، تسوية معضلات ومشاكل معقدة كثيرة في المنطقة». وحضّ على «الاستفادة من جميع الإمكانيات والطاقات الواسعة للبلدين، لتطوير علاقاتهما الأخوية الشاملة». وتطرّق لاريجاني إلى الدرع الصاروخية التي نشرها حلف شمال الأطلسي في تركيا، لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية، معرباً عن «ثقته بتسوية هذه المسألة، من خلال التشاور الوثيق بين البلدين». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى أردوغان أن محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين كانت «بناءة ومثمرة»، قائلاً: «ثمة بين الشعبين جذور تاريخية طويلة وأواصر دينية وثقافية عريقة». وأكد استعداد تركيا ل «تطوير علاقاتها مع إيران، على كلّ المستويات»، داعياً إلى كبح «الذين يريدون ضرب المسيرة المتنامية للتعاون الأخوي بين البلدين». ووصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، خلال افتتاحه مركزاً ثقافياً تركياً في طهران، العلاقات بين الجانبين بانها «ليست علاقات عادية بين جارَين»، والحدود بين البلدين بأنها «حدود سلام». وقال ، إن «بعضهم حاول تصوير العلاقات التركية – الإيرانية بأنها تنافسية، لكنها جيدة في شكل استثنائي». وعلى رغم هذا «الغزل» بين البلدين، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «حرييت» التركية، أن 54 في المئة من الأتراك يؤديون امتلاك بلادهم سلاحاً نووياً، إذا امتلكت إيران سلاحاً مشابهاً، في مقابل 34 في المئة رفضوا ذلك. واعتبر 8 في المئة أن المظلة النووية التي يؤمنها الحلف الأطلسي، كافية لضمان أمن تركيا. في غضون ذلك، نقلت إذاعة «صوت أميركا» عن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سيّاري أن بلاده أقامت «قاعدة بحرية عسكرية جديدة في مدينة جاسك المطلة على مياه الخليج»، شرق مضيق هرمز الذي تهدد طهران بإغلاقه إذا مُنعت من تصدير نفطها أو تعرّضت لهجوم. واعتبر سيّاري أن القاعدة «تشكّل خطاً جديداً لقدرات المقاومة في المنطقة»، معرباً عن ثقته ب «قدرة البحرية الإيرانية على منع العدو من دخول الخليج عبر مضيق هرمز، إذا اقتضت الضرورة».