طهران، اسطنبول، باريس – رويترز، أ ف ب، وكالة «مهر» – جدّد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني اتهامه الغرب ب «الخداع» في ما يتعلق بالملف النووي لبلاده، فيما أعلنت طهران أن وفوداً عسكرية من العراق وقطر وسلطنة عُمان «حضرت بصفة مراقب» المناورات التي تجريها في مضيق هرمز وبحر عمان. ورحّب لاريجاني بالدور الذي تؤدي تركيا في الملف النووي الإيراني. وقال خلال لقائه نظيره التركي محمد علي شاهين في اسطنبول إن إيران وتركيا «بلدان مهمان ومؤثران في المنطقة، والعلاقات بينهما متينة ومبنية على أساس الثقة المتبادلة»، مضيفاً أن «الدول الغربية تواصل الخداع على الصعيد الدولي» في شأن الملف النووي. وأعرب لاريجاني خلال لقائه الرئيس التركي عبدالله غل، عن أمله بأن تثمر الجهود التي تبذلها أنقرة في تسوية أزمة الملف النووي لبلاده. كما التقى لاريجاني وزير الخارجية التركي محمد داود اوغلو الذي كان قال بعد القمة التي جمعت في اسطنبول الأحد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إن «الدول الثلاث تؤمن بوجوب منح الجهود الديبلوماسية الأولوية في إنهاء المأزق المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني». في غضون ذلك، واصلت بحرية الجيش الإيراني مناوراتها في مضيق هرمز وبحر عمان، والتي شهدت أمس «تدريبات ناجحة نفذتها مروحيات كوبرا لتدمير القطع البحرية للعدو الافتراضي، مستخدمة صواريخ تاو»، كما أفادت وكالة أنباء «مهر». وفي اليوم السادس من مناورات «الولاية 89»، نقلت المروحيات قوات ومعدات، منفذة «إنزالاً جوياً ناجحاً» بحسب وكالة أنباء «فارس». وأشارت «مهر» إلى أن «وفوداً عسكرية من العراق وقطر وعُمان حضرت بصفة مراقب» في المناورات، موضحة أنها «المرة الأولى التي يشارك فيها وفد عسكري عراقي بصفة مراقب، في مناورات عسكرية إيرانية». وكان وفد عسكري قطري حضر أيضاً بصفة مراقب، مناورات «الرسول الأعظم -5» التي نفذها «الحرس الثوري» في مياه الخليج ومضيق هرمز الشهر الماضي، والتي اعتبر قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري أنها «أضعفت الروح المعنوية للعدو». من جهة أخرى، أعلن رضا قصي زادة مدير الشركة الوطنية الإيرانية لتصدير الغاز أن بلاده أمهلت شركتي «رويال داتش شل» البريطانية و «ريبسول» الإسبانية أسبوعين جديدين، بعد انتهاء مهلة لمدة أسبوع كانت منحتها للشركتين الشهر الماضي، لتأكيد استثماراتهما في عدد من مشاريع الغاز الإيرانية. وقال لوكالة أنباء «مهر» ان «وزير النفط (مسعود مير كاظمي) حدّد مهلة أسبوعين لشل وريبسول، لاتخاذ قرار في شأن المرحلتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة (من حقل غاز) بارس الجنوبي»، مضيفاً: «إذا لم تتحرك الشركتان، ستوكل هاتان المرحلتان إلى شركات إيرانية مؤهلة». وفي الشهور الأخيرة، جمّدت غالبية الشركات النفطية الغربية الناشطة في إيران، أي استثمار جديد، خشية أن تفرض الولاياتالمتحدة عقوبات عليها. في الوقت ذاته، نقلت صحيفة «إطلاعات» عن مير كاظمي قوله: «في حال عدم استثمار ما لا يقل عن 25 بليون دولار سنوياً في قطاع النفط لعدد من السنوات، ستتحوّل إيران من مصدّر للنفط إلى مستورد له ولمشتقاته في غضون فترة غير طويلة». على صعيد آخر، أشار المدير التنفيذي لوكالة أنباء «فارس» حميد رضا مقدم فر الى اعتقال مراسلين لوسائل إعلام أجنبية خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، معتبراً أن «بعض المراسلين يؤدون دور ضباط الأمن الأميركيين والإنكليز». وفي باريس، تظاهر معارضون للنظام الإيراني أمام السفارة الإيرانية، احتجاجاً على إعدام 5 أعضاء في «حزب الحياة الحرة لكردستان» (بيجاك)، بينهم امرأة، شنقاً في سجن ايفين شمال العاصمة الإيرانية الأحد. وأعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان الشرطة «اعتقلت حوالى 150 شخصاً» خلال التظاهرة، معرباً عن «أسفه» ل «التجاوزات» التي ارتكبوها. وكان متظاهرون حطموا كاميرات المراقبة التابعة للسفارة، فيما كتب آخرون شعارات مناهضة للنظام الإيراني على السور المحيط بالسفارة وعلى سيارة ديبلوماسية.