انتشر منذ مدة رسمه على السيارات في الإمارات، فبات علامة على «إماراتية» صاحبها أو في شكل أدق على انتمائه الى «أبو ظبي تحديداً». تكّرس كشخصية كرتونية إماراتية من خلال رواجه التدريجي في الشارع، إذ ادخل أيضاً في الإعلانات الخاصة بالأعياد المحلية والنشاطات الرسمية الإماراتية المخصصة بالأطفال التي تنتشر عند كورنيش مدينة أبو ظبي... كل ذلك حصل قبل الإعلان عنه رسمياً، أي بمعنى آخر تسلل إلى الثقافة المحلية الإماراتية ثم كشف عن نفسه، إنه «حمدون»، الشخصية الكرتونية لطفل إماراتي في السادسة من عمره، يعيش في أوروبا مع والديه، ويزور الإمارات للمرة الأولى. لماذا «حمدون»؟ «انه اسم مستوحى من شخصية حقيقية تتميز بالمرح، وهو اشتقاق للاسم الإمارتي حمدان الكثير الانتشار، وأيضاً اشتقاق من «الحمدانية» وهي إحدى أشهر طرق لف «الغترة» الإماراتية (أي «الحطّة» الإماراتية التي يلف بها الإمارتيون رأسهم والتي تميزهم عن غيرهم من شعوب الخليج)، كما قال مبتكر هذه الشخصية الكرتونية الشاب الإمارتي عبدالله الشرهان. هذه الشخصية الكرتونية ليست الأولى في الإمارات، إذ سبقها «فريج» في دبي، كما سبقتها محاولات انتاج مسلسلات كرتوينة اماراتية. أما «حمدون» فيبدو أن «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» قررت الذهاب به بعيداً ليكون شخصية متكاملة، «رمزية» كما الحال مثلاً مع شخصية ناجي العلي «حنظلة» مع الفارق الكبير للمقاربة. ولكن «حمدون» سيتحول رمزاً إماراتياً، وأكثر تحديداً، رمزاً خاصاً ب «أبو ظبي». ف «حمدون» هذه الشخصية الكرتونية الطريفة المحببة، كما أظهرها الفيلم القصير التعريفي الذي عرض أمس في مقر «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» لإطلاق الشخصية، قدمه مبتكره وفي شكل متقطع منذ عام 2003 في بعض وسائل الإعلام المحلية المكتوبة في شكل متسلسل، من دون ان يحدث التفاعل المنتظر، لكنه لاحقاً انتشر كشخصية منفصلة، كما قلنا على السيارات وكشعار للمناسبات، كونه رسماً جميلاً لطفل اماراتي بلباسه التقليدي. «حمدون» سيتحول إلى مسلسل كرتوني، يكون فيه «حمدون» الشخصية المحورية اضافة الى عدد من الشخصيات الأخرى التي كما يبدو من خلال الفيلم التعريفي والملصقات الترويجية ستكون شخصيات من المناخ الإماراتي نفسه، من نساء ورجال وشيوخ وأطفال، جميعهم في لباسهم التقليدي. وسيطلق المسلسل في العاشر من تشرين الأول (اكتوبر) 2010 بحلقات أسبوعية تتوزع على مواسم متتالية، يتألف كل منها من 15 حلقة، ولم يحدد بعد على أي قنوات ستعرض. وسيعد السيناريو الخاص به فريق من الشباب الإماراتيين غير المتخصصين بهذا الفن، كونه جديداً على البلاد، كما قال عبدالله الشرهان، لكنهم شغوفون بفن الرسم الكرتوني، وسيشرف على الفريق عبد العزيز المهيري. ورداً على سؤال حول الجمهور المتوقع لهذه الشخصية، وهل بإمكانها ان تتوسع لتكون شخصية عربية كرتونية مقابل الشخصيات الكرتونية المستوردة والمكرسة في العالم العربي، رد الشرهان بأنهم يعملون على الترويج لها محلياً، ثم عربياً، ويطمحون لجعلها اوسع من ذلك. و «لكنها في طبيعتها شخصية اماراتية تحديداً. وبإمكانها أن تنجح طالما انها تقدم محتوى مفيداً وجذاباً». وأشار إلى أن المسلسل سيتكل على الصورة مختصراً الكلام إلى حدوده القصوى، والقصد من ذلك تحويله إلى شخصية كرتونية حقيقية وذات قدرة كبيرة على التعبير بحركتها. كما سيكون ثنائي الأبعاد لا ثلاثياً «لأنه يتناسب أكثر مع موضوع وأجواء العمل، ويتيح التعبير في شكل افضل عن الانفعالات..» كما يقول الشرهان. ومن المفترض ان يتوجه إلى الأطفال بعمر الست سنوات وإلى كل العائلة كما هي الحال مع الشخصيات الكرتونية الأخرى في العالم. تدور قصص «حمدون» حول المواقف الطريفة القائمة على التناقضات التي يواجهها بعد عودته من الخارج إلى منزل جده، بهدف ابراز العادات الإماراتية و «الجمع بين الأصالة والمعاصرة»، كما قال المدير العام ل «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» حمد خلف المزروعي. و «حمدون» لن يكون مجرد مسلسل كرتوني، بل سيتحول إلى ثيمة ورمز، وسيحضر ايضاً في القصص المصورة وكتب النشاطات الموجهة للأطفال، كما سيطلق له موقع الكتروني تفاعلي يتيح للأطفال التواصل المباشر مع الشخصية بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية. كما انشئت له صفحة خاصة على ال «فايس بوك»، ستتبعها صفحات للتواصل الاجتماعي. كما سيكون عنصراً في المشروعات الخاصة ب «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» مع الجهات التعليمية والتربوية المختلفة. وعرض خارج قاعة المؤتمر الصحافي عدد من الأدوات الخاصة بالأطفال وطبعت بشعار «حمدون» مثل الحقائب وعلب الأقلام وأقلام التلوين... «حمدون» سيتحول إلى مؤسسة كاملة تنتج هذه الشخصية في كل المجالات، وكان المؤتمر الصحافي أمس مناسبة لتوقيع عقد انتاج المسلسل التلفزيوني بين مؤسسة «حمدون» التي أسستها مجموعة من الشباب الإماراتيين ومنهم الشرهان، وبين هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث.