أيام معدودات هي العمر المحدود للإجازة المنصّفة للفصل الدراسي الثاني، وهو ما يجعل شد الرحال إلى أماكن قريبة أمراً أكثر منطقية من وجهة نظر كثيرين، هذا المنطق جعل الإقبال على عروس البحر الأحمر، خصوصاً في ظل اعتدال مناخها في هذه الفترة من العام كثيفاً، إذ لامست نسبة إشغال الفنادق والشقق المفروشة في جدة الحد الأقصى. وأوضح عضو اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بدر الحكير، أن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات يصل إلى 80 في المئة، مشيراً إلى أن غالبية الحجوزات تمت بطريقة عشوائية. معلومة الإشغال ذاتها، أكدها موظفون في فنادق وشقق مفروشة التقتهم «الحياة»، فجميع النزل لديهم وصلت إلى حد الاكتفاء، لكن معظمهم أكد أن غالبية الزبائن قاموا بتنسيق حجوزاتهم قبل حلول الإجازة بفترة زمنية. وأوضح زكريا ميمني مدير إحدى المنتجعات السياحية في أبحر، أن المنتجع شهد إقبالاً في هذا الموسم، «الحجوزات بدأت منذ بداية شهر مارس حتى امتلأت الشاليهات لدينا»، مشيراً إلى أن نسبة الزوار من خارج مدينة جدة بلغت 65 في المئة. وبحكم أن الإجازة قصيرة، فإن غالبية الأشخاص يفضلون السياحة الداخلية على السياحة الخارجية، إضافة إلى استغلالها في سياحة دينية، فمكةالمكرمة لها نصيب كبير من الزوار، إذ يستغل كثيرون الإجازة في زيارة بيت الله الحرام وأداء العمرة، ومنهم من يزور مكة للعبادة ثم يذهب لجدة للترفيه والتسوق، كما تفعل نورة الغامدي التي تقطن في منطقة الباحة، فهي تستغل فرصة أدائها العمرة لزيارة مدينة جدة للتسوق مع أهلها. الإقبال الكبير على مكةالمكرمة أدى إلى ارتفاع نسبة الزائرين واكتظاظ الفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات السياحية بهم بصورة كبيرة. وذكر موظف في إحدى الشقق المفروشة محمد حسين، أن الحجوزات بدأت على موقعهم الإلكتروني قبل حلول الإجازة بمدة شهر، مشيراً إلى أن الحاجزين من مناطق المملكة المختلفة وغالبيتهم من المنطقة الجنوبية. أما الموظف في إحدى الشقق المفروشة أحمد حاتم فيقول: «بدأ الإقبال على الحجوزات قبل حلول الإجازة بأربعة أيام بصورة كبيرة وملحوظة». وتأتي هند القحطاني من مدينة الرياض لزيارة مدينة جدة في غالبية الإجازات، حتى تستمتع بأماكنها الترفيهية. كما تجد خلود السفياني في جدة وجهة رئيسية في السياحة الداخلية، وهو ما يجعلها تزورها في كل إجازاتها. وتحظى مدينة عروس البحر الأحمر، بإقبال ملحوظ من سياح الداخل خلال فترة إجازة نصف الفصل الدراسي الثاني، لتصبح وجهة سياحية بالدرجة الأولى بالنسبة إلى سكان مدن المملكة الأخرى، لما تمتاز به من موقع ساحلي على شواطئ البحر الأحمر، إلى جانب توافر الخدمات الترفيهية.